الخضرجي “جوهرجي” وصحن الفتوش في رمضان طار

“حتى صحن الفتوش برمضان…طار”، هذا ما أرسته منصّة غلاء أسعار الخضار هذه الأيام، حتى بات صعباً على أصحاب الدخل المحدود شراء الخيار بـ12 الف ليرة، والبندورة بـ6000 ليرة والخس بـ3000 والفجل بـ2000 وباقي “تحويجة” الخضار لإعداد صحن الفتوش، الطبق الأساسي على مائدة إفطار الصائم.

عند الخضرجي تتجسّد معاناة الناس، وجوه ذابلة، فيما العيون ترمق الاسعار الكاوية، كثر استغنوا عن طبق الفتوش “الوضع لا يحتمل دفع 20الفاً يومياً” يقول أحدهم، فيما البعض الآخر اعتمد نظام “الخصم” من الخضار، واقتصار الفتوش على “الأساسي” بحيث تم الاستغناء عن الفجل والبقلة والزعتر. أما الخيار فجرى تقنين استخدامه الى حدّ نصف خيارة لطبق كبير. على حدّ قول أم يوسف “لا نستطيع شراء الخيار بسعره الحالي 12الف ليرة، فضّلنا شراءه بالحبة، لأن الفتوش لا يمكن تغييبه عن المائدة”. على ما يبدو أن نظام الحبة بدأ يسري في هذا الشهر، إذ بلعبة أسعارهم غير المبرّرة أجبر التجّار الناس على ما لا يحبّذونه.

الكل يسأل عن سبب ارتفاع الأسعار أضعافاً مضاعفة، وهي التي شهدت ارتفاعات متلاحقة بسبب الدولار، هذه المرة ما الحجة التي يضعها التجار، وما جدوى ارتفاعها في شهر الرحمة؟ يحاول الخضرجي جمال تبرير ارتفاع الأسعار بحجة “شهر رمضان” اذ إعتادوا على سياسة رفع الأسعار مع بداية الشهر قبل أن تعاود انخفاضها مع مرور اسبوع على رمضان. يؤكد جمال أنّ الأسعار انخفضت بدليل انخفاض سعر كيلو الخيار من 10 آلاف الى 9 آلاف ليرة لبنانية، معيداً سبب الارتفاع الى طلب الناس عليه، ودعاها الى عدم الشراء بكثافة، وغاب عن باله أن الدنيا رمضان ويزداد الطلب على خضار الفتوش تحديداً.

تراجعت حركة البيع داخل محال الخضار بشكل كبير، بالكاد تجد زبوناً او إثنين، وهو ما أثار حفيظة الباعة، إذ لم يشهدوا تراجعاً مماثلاً سابقاً، وعزا أحدهم السبب الى “مقاطعة الناس لطبق الفتوش”، فيما البعض الآخر أعاد السبب الى “ضعف القدرة الشرائية للناس وبحثهم عن الرخص”. وحده الجوني يشهد عجقة ناس، فأسعاره ما تزال رخيصة وتمكِّن معظم الناس من شراء “خضرة الفتوش” بأرخص الأسعار، تقول سوسن إنها قصدته من جباع لتشتري خضارها، فأسعاره تفرق عن السوق النصف واكثر، وتسأل عن سبب هذه الفروقات، ولماذا لا يرأف التجّار بالناس في هذا الشهر”؟

مصدرنداء الوطن - رمال الجوني
المادة السابقةأوروبا تطلق تصنيفاً جديداً للمشاريع النظيفة وتؤجل النظر للغاز الطبيعي
المقالة القادمةعصر النفقات يُنهي عصر العصائر في طرابلس