انخفض الدولار يوم الخميس بعد أن قال مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) إنه تجاوز نقطة حرجة في محاربة التضخم، مما أعطى الأسواق أملاً في قرب نهاية حملة رفع أسعار الفائدة. وقال رئيس المجلس جيروم باول مساء الأربعاء إن «عملية تخفيف التضخم بدأت» في أكبر اقتصاد في العالم، لكنه أشار أيضاً إلى أن أسعار الفائدة ستستمر في الارتفاع، وأن التخفيضات غير وشيكة. ويعد بيان «الفيدرالي»، الذي جاء في ختام اجتماعات استمرت يومين اتفق خلالها صناع السياسة على رفع أسعار الفائدة 25 نقطة أساس، أول اعتراف صريح من البنك المركزي بتباطؤ التضخم.
وبعد تصريحات باول، انخفض مؤشر الدولار إلى أدنى مستوى في تسعة أشهر عند 100.80 نقطة يوم الأربعاء، مقابل سلة من العملات الرئيسية. وهبط الدولار في أحدث التعاملات 0.07 في المائة عند 100.88 بعد أن أغلق منخفضاً بأكثر من واحد في المائة الأربعاء. وارتفع الدولار الأسترالي إلى أعلى مستوى في ثمانية أشهر عند 0.7158 دولار في التعاملات الآسيوية المبكرة يوم الخميس. وجرى شراؤه في أحد التعاملات عند 0.7150 دولار بعد ارتفاعه 1.2 في المائة في الجلسة السابقة. كما بلغ الدولار النيوزيلندي أعلى مستوى له في ثمانية أشهر عند 0.65365 دولار، بعد أن قفز بأكثر من واحد في المائة الأربعاء.
وانخفض الدولار بأكثر من 0.5 في المائة مقابل الين الياباني إلى أدنى مستوى في الجلسة عند 128.17 ين للدولار. وصعد اليورو إلى أعلى مستوى في 10 أشهر تقريباً عند 1.1034 دولار يوم الخميس، وارتفع في أحدث التداولات 0.3 في المائة عند 1.1023 دولار لليورو، فيما ارتفع الجنيه الإسترليني 0.14 في المائة إلى 1.2392 دولار.
ومع تراجع الدولار، واصلت أسعار الذهب مكاسبها يوم الخميس لتسجل أعلى مستوياتها في أكثر من تسعة أشهر بعد أن رفع «الأميركي» الفائدة، بمقدار 25 نقطة أساس كما كان متوقعاً، واعتبرت السوق تعليقات رئيسه جيروم باول «تخفيفاً».
وبحلول الساعة 04:01 بتوقيت غرينتش، ارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.1 في المائة إلى 1951.79 دولار للأوقية (الأونصة)، بعد أن سجل أعلى مستوياته منذ أبريل (نيسان) 2022 في وقت سابق من الجلسة. وزادت العقود الأميركية الآجلة للذهب 1.3 في المائة إلى 1967.40 دولار.
وقال براين لان، العضو المنتدب لدى غولد سيلفر سنترال في سنغافورة: «مع أن باول قال إن رفع أسعار الفائدة قد يستمر، تتوقع السوق ألا يكون مجلس (الفيدرالي) حاداً بعد الآن، وهو ما يدعم الذهب». وأضاف: «من الآن فصاعداً، سيركز المتعاملون على البيانات الاقتصادية وتعليقات مسؤولي (الفيدرالي) للحصول على مزيد من المؤشرات».
ويميل الذهب إلى الاستفادة من انخفاض أسعار الفائدة، لأن ذلك يقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة المعدن الأصفر، الذي لا يدر عائداً. كما يؤدي ضعف العملة الأميركية لجعل السبائك المسعرة بها أكثر جاذبية للمشترين من حائزي العملات الأخرى.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.8 في المائة إلى 24.17 دولار للأوقية، مسجلة أعلى مستوى في أسبوع. وصعد البلاتين 0.6 في المائة إلى 1009.69 دولار، بينما تراجع البلاديوم 0.2 في المائة إلى 1665.82 دولار.
وفي أسواق الأسهم، صعد المؤشر «ستوكس 600» الأوروبي 0.5 في المائة عند الساعة 08:06 بتوقيت غرينتش، إذ قفزت أسهم التكنولوجيا الحساسة لأسعار الفائدة 2.7 في المائة، والأسهم العقارية 1.8 في المائة.
وقفزت أسهم «تيليكوم إيطاليا» تسعة في المائة إلى قمة «ستوكس 600» بعد تلقيها عرضاً غير ملزم للحصول على حصة مسيطرة في شبكتها للخطوط الثابتة من شركة استثمار أميركية. وارتفعت أسهم شركة «ميتا بلاتفورمز» المدرجة في فرانكفورت 18 في المائة، وسط توقعات متفائلة إزاء إيرادات الربع الأول وإعادة شراء أسهم بقيمة 40 مليار دولار.
وفي آسيا، أغلق المؤشر «نيكي» الياباني على ارتفاع طفيف 0.2 في المائة إلى 27402.05 نقطة. ومن بين الأسهم المدرجة على المؤشر، ارتفع 51 سهماً وانخفض 171 ولم يطرأ تغير يذكر على ثلاثة. وتراجع المؤشر «توبكس»، الأوسع نطاقاً 0.36 في المائة إلى 1965.17 نقطة.
وقال شيهيرو أوتا، مساعد مدير عام إدارة أبحاث الاستثمار وخدمات المستثمرين في شركة «إس إم بي سي نيكو» للأوراق المالية: «ارتفع المؤشر نيكي بدعم من أسهم شركات التكنولوجيا، لكن السوق عموماً لم تكن قوية».