ارتفع الدولار الأميركي أمام عملات الملاذ الآمن امس الخميس بعد حكم قضائي أعاق محاولات الرئيس دونالد ترمب فرض رسوم جمركية شاملة، مما خفَّف الضغط عن العملة التي تضررت هذا العام بسبب الضبابية التجارية.
وبعد قفزة أولية في قيمته، قلّص الدولار مكاسبه تدريجياً، حيث قضت محكمة تجارية بأن ترمب تجاوز صلاحياته في فرض الرسوم، مما دفع إدارته لتقديم استئناف فوري، وفق «رويترز».
وقال يونوسوكي إيكيدا من «نومورا»: «من غير الواضح ما إذا كانت الرسوم ستُلغى تماماً، لكن في هذا السيناريو، فإن ارتفاع الدولار أمر طبيعي»، وأضاف أن إلغاء الرسوم سيكون إيجابياً للدولار لأنه يخفف من الضغوط التضخمية الناتجة عن الركود.
وشهد الدولار مكاسب واسعة، حيث ارتفع 0.64 في المائة أمام الين إلى 145.77، و0.67 في المائة أمام الفرنك السويسري إلى 0.8324، في حين تراجع اليورو 0.4 في المائة إلى 1.1244 دولار، وانخفض الجنيه الاسترليني إلى 1.344 دولار. وارتفع مؤشر الدولار فوق الـ100 لأول مرة منذ أسبوع.
لكن محللين حذروا من أن الارتفاع قد يكون مؤقتاً، خاصة مع احتمال خوض معركة قانونية طويلة بشأن الرسوم. وقال هيروفومي سوزوكي من «إس إم بي سي»: «التحرك الحالي رد فعل أولي. لا نتوقع ارتفاعاً طويل الأمد للدولار بسبب احتمال الاستئناف».
وسجّل مؤشر الدولار تراجعاً بنحو 8 في المائة منذ بداية العام، في حين خسر الدولار 2 في المائة أمام الين، و6 في المائة أمام الفرنك، و4 في المائة أمام اليورو منذ إعلان ترمب عن الرسوم الجمركية في 2 أبريل (نيسان).
من جهة أخرى، ارتفعت عوائد السندات الأميركية، حيث صعد العائد على السندات لأجل 10 سنوات إلى 4.503 في المائة. وقفزت العقود الآجلة للأسهم بدعم من تحسّن شهية المخاطرة، كما خفّض المتداولون توقعاتهم لتخفيضات الفائدة من قبل «الاحتياطي الفيدرالي» إلى 42 نقطة أساس، انخفاضاً من 50 نقطة في بداية الأسبوع.
ورغم الضغوط المالية، خصوصاً بعد خفض وكالة «موديز» التصنيف الائتماني الأميركي بسبب تدهور الآفاق المالية، تحسنت معنويات السوق هذا الأسبوع بعد تأجيل ترمب خطته لفرض رسوم بنسبة 50 في المائة على واردات الاتحاد الأوروبي، مما أثار آمالاً في تخفيف التوترات التجارية.