لا شكّ أن العالم اليوم يتجه أكثر فأكثر نحو الذكاء الاصطناعي، الّذي وعلى الرغم من تطويره منذ بداياته ونشأته فهو لن يتوقّف عند حدود، ومع تسارع التجارب وتهافت العالم الى ما أصبح يسهّل عليهم امورًا كثيرة سيؤدي حتمًا الى القضاء على الكثير من الوظائف بشكل نهائي وحتى على العديد من المهام، ولكنّه لن يحلّ مكان البشر أيضًا، حيث ستبرز وظائف أكثر أهميّة بدل تلك القديمة، لتجعل من المهمّات الصعبة سهلة المنال والتقدّم…
فالنُظُم والابتكارات لن تتوقّف، ومن أعار الاهتمام لانطلاق خوارزميّات التكيّف الاصطناعي ليصبح قريبا من التفكير البشري، فتحاكي منظوماته الّتي تطوّر نفسها بنفسها وتحلّل الكلام والافعال وتستخلص النتائج والعبر لتقدّم لنا الحلول شبه الناجزة، التي تقترب الى الكمال مع التقدّم، نرى أن التطور التكنولوجي سيسابق الريح منذ الآن فصاعدا، فالى أين يتجه العالم؟.
المبدأ الرئيسي للذكاء الاصطناعي هو أن يحاكي ويتخطى الطريقة التي يستوعب ويتفاعل بها البشر مع العالم من حولنا. الأمر الذي أصبح سريعًا الركيزة الأساسية لتحقيق الابتكار. بعد أن أصبح الذكاء الاصطناعي مزودًا بأشكال عدة من التعلم الآلي التي تتعرف على أنماط البيانات بما يُمكّن ويطوّرها عبر التحليل السليم الى حدّ ما، يمكن للذكاء الاصطناعي إضافة قيمة إلى الاعمال.
“منذ أكثر من عشر سنوات والعالم كلّه متجه الى الذكاء الاصطناعي”. هذا ما يؤكده عميد كلية الهندسة في الجامعة الأنطونيّة الدكتور شادي أبو جودة، لافتا الى أن “كلّ الاستثمارات والأموال توظّف لتنمية هذا القطاع في جميع المجالات ومنها الزراعة والصناعة والطبّ وغيرها”.
ويشرح الدكتور أبو جودة أنه عبر الذكاء الاصطناعي والكومبيوتر وغيرهما ستتم مساعدة الإنسان للقيام بالمهام، فمثلاً من لديه يد أو رجل مبتورة يتمّ وضع البديل الاصطناعي الّذي يساعد الشخص على القيام بالمهام التي يجب عليه القيام بها”، بالمختصر يؤكد أبو جودة أن “مليارات الدولارات تستثمر في مجال الذكاء الاصطناعي”.
الجامعة الأنطونية كانت سباقة في مجال الذكاء الاصطناعي بحيث دعت الى التعمق بأحدث ابتكارات هذا المجال في مؤتمر نظّمته على مدى يومين الخميس والجمعة 18 و19 نيسان 2024 بعنوان “Open day for artificial intelligence”. ويشير الدكتور أبو جودة الى أن “الـAI شغل العالم، وما نقوم به في الجامعة هدفه التركيز على أهمية التطور الذي يجري وكيف يحدث الذكاء الاصطناعي ثورة في مختلف الصناعات”، لافتا الى أنه “هذا الموضوع سيطال كل المجالات في العالم وكل الأشغال”، مضيفاً: “اللافت أنه وجراء هذا التطور سيحصل إختلال في العالم لأن العديد من الوظائف ستختفي ليحلّ مكانها الحاسوب”.
يؤكد الدكتور أبو جودة أن “على الحكومات والمؤسسات والشركاء أن يلعبوا دوراً أساسياً في توعية الموظّفين على هذا الامر، وهذا النجاح هو عمليا لا يمكن القول عنه الا أنه تعاون بلد بكامله”.
في المحصّلة لا يمكن إلا التركيز على مسألة الذكاء الاصطناعي لأنّ العالم سيتغيّر بعد سنوات وسيذهب باتجاه التكنولوجيا الأكثر تطوّرا بما يخدم الشرية بسرعة أكبر ممّا كانت عليه في العقود السابقة، ولكن ممّا لا شكّ فيه أنّ الآلة ستسهّل حياة الانسان وستحلّ مكانه في الكثير من الامور.