الذكاء الاصطناعي يفتح الآفاق للتطبيقات والاستخدامات

أكد مشاركون في “ملتقى دبي للذكاء الاصطناعي” الذي أقيم في دبي أن الشركات الكبرى ستتنافس على مواهب وكفاءات الذكاء الاصطناعي التوليدي، الأمر الذي يتطلب من الجميع تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي وتعزيز مهاراتهم بما يتماشى مع تطور التقنيات.

وقال ستيفن أندرسون شريك أول “بي.دبليو.سي” إن “الذكاء الاصطناعي التوليدي اليوم سيتطور بسرعة لينتقل إلى مرحلة الذكاء الاصطناعي العام الذي ستكون تطبيقاته واستخداماته أوسع وأكثر شمولاً على مستوى المجتمعات والحكومات والدول”.

وعن التخوف من استبدال الذكاء الاصطناعي بالبشر، قال “هذا لن يحدث، فالبشر ومن خلال الذكاء الاصطناعي هم الذين سيحلون محل أقرانهم ممن لا يتبنون هذه التقنية”.

وأكد كوستي بيريكوس الشريك ومسؤول الذكاء الاصطناعي والبيانات في شركة الاستشارات العالمية “ديلويت” أن سوق الذكاء الاصطناعي ينمو بشكل متسارع، حيث يشمل العديد من التقنيات والميزات، ويقدم حلولاً مبتكرة لتحويل المجتمع والأعمال بما فيها الأتمتة الذكية، والتعرف على الكلام، والتحليل والتنبؤ، والمساعدة الافتراضية، والتعلم الآلي، ورؤية الذكاء الاصطناعي، والتعلم العميق والشامل، ومحاكاة الذكاء الاصطناعي، والأنظمة الذاتية، والكمية، والذكاء الاصطناعي العام.

وأوضح مسؤول الذكاء الاصطناعي والبيانات في شركة الاستشارات العالمية أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يعد واحداً من التقنيات العديدة التي يمكن أن تحدث تغييراً جذرياً وكبيراً في مسارات تفاعل المجتمع وإدارة الأعمال، حيث يمتلك الذكاء الاصطناعي التوليدي قدرات كبيرة في إنتاج مجموعة واسعة من المخرجات بالاستناد إلى التطبيق المحدد ونوع البيانات المطلوبة، بما فيها النصوص والصور، والبرمجيات، والصوت المدعوم بالذكاء الاصطناعي.

وفي جلسات اليوم الختامي للملتقى، الجمعة، أكد شون كينيدي من شركة نوكيا أن “تطور الذكاء الاصطناعي لن يقلص الدور البشري في المجتمع على عكس المخاوف المتداولة، فهذا النوع من التقنيات يعمل وفق مخطط مدروس، لذلك يجب الاستثمار في تطوير وتعزيز المهارات البشرية بموازاة تطوير الذكاء الاصطناعي”.

وقال كينيدي “نعيش في عصر الذكاء الاصطناعي الذي يفرض على الجميع المشاركة في سباق تطوير واستخدام هذا النوع من تعلم الآلة وتوظيفها، لكن النقطة التي يجب أن يلتفت لها الجميع هي حجم المسؤوليات التي يجب أن نتحملها، فالأمر هنا لا يقتصر على مسؤولية تطوير الذكاء الاصطناعي وتقنياته، بل يشمل مسؤولية تنظيم هذا الذكاء وتأثيره على المجتمع”، داعيا إلى “العمل على منظومات متكاملة من المعايير والآليات التي تضمن تنظيم تطوير وتوظيف واستخدام الذكاء الاصطناعي”.

وأشار إلى أن ضمان تحقيق نماذج الذكاء الاصطناعي للمساهمة المطلوبة منها في تطور المجتمع ونموه بشكل فاعل يعتمد على تصميم وتطوير نماذج مرنة قابلة للتطور والتعلم والتحسن باستمرار بشكل يجعلها قادرة على تحقيق المزيد من التحليل والربط والتقييم، بمعنى أن نبني أنظمة ذكاء اصطناعي أكثر مسؤولية.

بدورها، أكدت المديرة التنفيذية وكبيرة الباحثين بالإنابة بوحدة الذكاء الاصطناعي في معهد الابتكار التكنولوجي ابتسام المزروعي أن دولة الإمارات باتت من أهم المطورين لتقنيات الذكاء الاصطناعي مع إطلاق نموذج “فالكون 180 بي” في سبتمبر الماضي، والذي يمثل النسخة الأحدث من النموذج اللغوي “فالكون” الذي أطلقه المعهد في وقت سابق.

وأشارت المزروعي إلى أن النموذج الجديد تم تطويره من خلال توظيف 180 مليار عامل متغير، وتم تصميمه ليكون مفتوح المصدر ضمن حرص المعهد على استمرارية التطوير والاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعزيز مساهمتها في تحقيق توجهات ورؤية دولة الإمارات، وإتاحة الاستفادة والتعلم والتطوير للجميع لضمان مستقبل أفضل، موضحة أن نموذج “فالكون 40 بي” الذي تم إطلاقه سابقا شهد معدلات تحميل تجاوزت 12 مليون مرة للاستفادة منه والعمل عليه.

وقالت المزروعي إن “دولة الإمارات تولي تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي اهتماماً كبيراً، وقد قطعنا أشواطاً واسعة في هذا المجال، حيث أطلقنا في 2022 النموذج ‘نور’، وهو أكبر نموذج ذكاء اصطناعي قادر على فهم اللغة العربية الطبيعية بدقة كبيرة”، موضحة أن الاهتمام نابع من أن تقنيات الذكاء الاصطناعي تمثل محوراً وداعماً هاما في تعزيز التحول الرقمي والتكنولوجي لكافة القطاعات وهو ما تستهدفه دولة الإمارات ضمن توجهاتها لتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة وضمان مستقبل أفضل للجميع.

من جانبه، أكد ديفيد ليبرمان المؤسس المشارك لشركة “هيومانيزم” أن دور الأفراد في تصميم وهندسة الذكاء الاصطناعي التوليدي بالاستفادة من التعاون مع الشركات الكبرى ومطوري برامجه أساسي.

وقال إن الرواد وأصحاب المشاريع الناشئة سيكونون أقدر على الحصول على تمويلات لتطوير الذكاء الاصطناعي التوليدي مستقبلاً، والشركات الكبرى ستتزاحم على المواهب والكفاءات في القطاع.

وتوقع ديفيد أن يكون التمويل موجهاً أكثر نحو الأفراد بدلاً من الشركات في قطاع الذكاء الاصطناعي التوليدي.

بدوره، لفت دانيال ليبرمان المؤسس المشارك في “هيومانيزم” إلى أن الشركات الكبرى كانت توظف علماء البيانات والذكاء الاصطناعي خلال السنوات الماضية في غياب البيئة المثالية للاستفادة من إبداعاتهم ومنحهم المساحة لتطوير تطبيقات ومنتجات عملية ومؤثرة للذكاء الاصطناعي التوليدي.

وقال ليبرمان إن الذكاء الاصطناعي التوليدي يوفر اليوم لكل واحد منا القدرة على تصميم مساره الخاص لتعلّم تطبيقاته واستخداماته بما حققه من تبسيط للعلوم والمعارف، مؤكداً أن وجود منظومة تشريعية مرنة في الدول والجغرافيات المستقطبة لكفاءات ومشاريع الاقتصاد الرقمي سيكون عاملاً جاذباً لمواهب الذكاء الاصطناعي التوليدي.

 

مصدرالعرب اللندنية
المادة السابقةحرب إسرائيل وحماس تربك صفقات الطاقة في الشرق الأوسط
المقالة القادمةأميركا تحدث سياساتها لمنع الصين من الحصول على رقائق الكمبيوتر المتقدمة