طرح الارتفاع المطرد في الصادرات اللبنانية إلى سويسرا، اكثر من علامة استفهام. فبحسب أرقام الجمارك اللبنانية يظهر أن الصادرات السلعية إلى سويسرا زادت في الأشهر الثمانية الاولى من العام الحالي بنسبة 22 في المئة. وقد احتلت ما نسبته 33.9 في المئة من مجمل الصادرات خلال هذه الفترة.
هذا الإرتفاع المفاجئ يترافق مع احتلال الأحجار الكريمة وشبه الكريمة والمعادن الثمينة المركز الاول بالسلع المصدرة، بحصة بلغت 40.6 في المئة، وبتقدم بارز عن بقية السلع. حيث تلتها مباشرة صادرات الاغذية بنسبة 11.1 في المئة فقط. هذا التزامن بين الظاهرتين لم يكن وليد الصدفة بل هو يعود بحسب الخبراء “إلى تعمد المودعين استرجاع ما يملكون من ذهب في خزائن المصارف على شكل حلي ومجوهرات وليرات وسبائك، وارسالها إلى سويسرا، وذلك بصفتها الدولة الأكثر اماناً، ولتمتعها بنظام مصرفي قوي يلتزم بالسرية المصرفية.
المصادر ترجح إرسال الذهب “بشكل مباشر أو عبر وسطاء من تجار الذهب والمجوهرات”. الفورة التي أحدثها تهريب الذهب خوفاً من أن يلاقي المعدن الأصفر مصير الدولار، انعكست إيجاباً على أرقام الصادرات، إلا انها ساهمت في نفخ الميزان التجاري واعطائه حجماً أكبر من حجمه الحقيقي من دون أن تعود بأي منفعة على الإقتصاد.