واصلت أسعار الذهب تحقيق المكاسب امس الثلاثاء، وسط استمرار حالة عدم اليقين بشأن خطط الرئيس الأميركي دونالد ترمب للرسوم الجمركية، مما أثر على معنويات السوق ودفع الطلب على المعدن الأصفر، باعتباره ملاذاً آمناً في ظل المخاوف، من نشوب حرب تجارية عالمية محتملة.
وارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 0.6 ليصل إلى 2913.79 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 07:14 (بتوقيت غرينتش)، في حين زادت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة بنسبة 0.9 في المائة لتسجل 2925.50 دولار، وفق «رويترز».
وقال كايل رودا، محلل الأسواق المالية في «كابيتال. كوم»: «يبدو أننا نشهد طلباً كبيراً من البنوك المركزية، بالإضافة إلى احتمال حدوث نقص في أوروبا، حيث يظهر أن هناك اندفاعاً للحصول على الذهب في الولايات المتحدة لتجنب التعريفات الجمركية المحتملة. أعتقد أن الاتجاه العام للذهب ما زال صعودياً، فالأسباب الأساسية تظل قوية».
ومنذ توليه منصبه الشهر الماضي، فرض ترمب رسوماً جمركية بنسبة 10 في المائة على الواردات الصينية، وأعلن عن تأجيل فرض رسوم بنسبة 25 في المائة على السلع القادمة من المكسيك وكندا (باستثناء الواردات المرتبطة بالطاقة)، وحدد موعداً لفرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المائة على الصلب والألومنيوم المستورد، كما يخطط لفرض رسوم متبادلة على جميع الدول التي تفرض ضرائب على الواردات الأميركية.
ورفع بنك «غولدمان ساكس» توقعاته لسعر الذهب إلى 3100 دولار للأوقية بنهاية عام 2025، بدلاً من 2890 دولاراً، بسبب الطلب الهيكلي المتزايد من البنوك المركزية. وأضاف البنك أنه في حال استمرت حالة عدم اليقين السياسي، بما في ذلك المخاوف المتعلقة بالتعريفات الجمركية، فقد يؤدي ارتفاع المواقف المضاربية إلى دفع أسعار الذهب إلى 3300 دولار للأوقية بحلول نهاية العام.
ويُنظر إلى الذهب، الذي بلغ ذروته القياسية عند 2942.70 دولار في 11 فبراير (شباط)، باعتباره أداة تحوط تقليدية ضد التضخم والشكوك الاقتصادية. ومع استمرار المتداولين في متابعة التطورات المتعلقة بالتعريفات الجمركية، يتركز اهتمامهم الآن على محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي في يناير (كانون الثاني)، الذي من المتوقع أن يُنشر يوم الأربعاء، للحصول على مؤشرات حول كيفية تقييم صناع السياسة للمخاطر المتزايدة المتعلقة بحرب تجارية واسعة.
وفي تصريحاتها يوم الاثنين، قالت محافظة بنك الاحتياطي الفيدرالي ميشيل بومان إنها ترغب في أن تتزايد الأدلة على أن التضخم سينخفض بشكل أكبر هذا العام قبل اتخاذ قرار بشأن خفض آخر لأسعار الفائدة، خاصة في ظل حالة عدم اليقين المتعلقة بالتجارة والسياسات الأخرى.
أما بالنسبة للمعادن الأخرى، فقد انخفضت الفضة الفورية بنسبة 0.9 في المائة لتسجل 32.50 دولار للأوقية، بينما ارتفع البلاتين بنسبة 0.9 في المائة ليصل إلى 985.20 دولار، وارتفع البلاديوم بنسبة 1.6 في المائة ليبلغ 978.00 دولار.