الرغيف في “مهب” رفع الدعم… “سيبتعد” عن متناول الفقير

يتأرجح سعر الخبز في لبنان زيادة أو نقصاناً، منذ أول إعلان لوزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال راوول نعمة برفع ثمن ربطة الخبز 900 غرام الى 2000 ليرة، فمن حزيران الـ 2020 حتى أيار الـ2021 (أي بأقل من عام) طالت ربطة الخبز 3 زيادات، ليصل سعر ربطة الـ960 غراماً إلى الـ3000 ليرة (أي ضعف السعر القديم) مسجلة “أعلى مستوياتها” بزيادة تخطت الـ 100%، ليعود وينخفض السعر الى الـ2500 ليرة.

وآخر صيحات “أزمة الخبز” في لبنان، حصر بيع الربطات داخل الأفران، ومطالبة المواطنين بتأمين أكياس “النايلون” للحصول على الأرغفة. ومع تفاقم الأزمة الاقتصادية المترافقة مع انهيار حاد لقيمة العملة الوطنية مقابل الدولار، تحيط اللبنانيين مخاوف عديدة حول مصير أسعار السلع والمواد الغذائية لا سيما الأساسية منها كالمحروقات والأدوية والخبز.

في هذا الاطار يرى الخبير الاقتصادي وليد أبو سليمان في حديث لـ”نداء الوطن” أنّ “هناك عملية شدّ حبال أو كباش بين نقابة الافران ووزير الاقتصاد راوول نعمة”، لافتاً إلى أنّ “الدعم المخصص للقمح يقدّر بحوالى الـ150 مليون دولار سنوياً من أصل مجمل الدعم وهو 6 مليارات دولار، أي أنّ نسبة دعم الطحين لا تتخطى الـ3%”، وهو ما اعتبره أبو سليمان “رقماً منخفضاً جداً بالنسبة الى سلعة أساسية كالخبز والتي تعدّ من أبسط مقوّمات الحياة والعيش”. وفي الوقت الذي لا ينفي أبو سليمان “تأثير وتداعيات ارتفاع سعر القمح عالمياً على سعر ربطة الخبز في لبنان”، إلا أنه يرى أن “من الضروري رفع نسبة الدعم المخصصة للقمح بزيادة تتراوح بين الـ15 والـ30 مليوناً وهو قرار يعود للحكومة”.

ويقترح أبو سليمان “توقيف الدعم (اذا لم ينفد احتياط العملات الصعبة بعد) واستبداله ببطاقة “تمويلية” للأسر الاكثر فقراً ما يؤخّر الإنهيار الشامل!”، ففي ظلّ عدم التفاوض مع صندوق النقد الدولي اليوم (المدخل الاول للدولار)، نحن أمام أزمة وطنية وكيانية والمسألة مرهونة بكميّة الدولارات المتبقية”.

بدوره يوضّح مدير عام الحبوب والشمندر جريس برباري، أن صناعة الخبز تحتاج الى ماء، طحين، خميرة، سكر وتضاف اليها تكلفة الكهرباء، والمولدات، واليد العاملة والغاز إلى جانب تكلفة المحروقات لتوزيع الخبز على المحلات التجارية”، مبرراً سبب زيادة سعر ربطة الخبز “بارتفاع سعر طن القمح من 240 دولاراً في شهر حزيران الى 320 دولاراً اليوم، كذلك ارتفع سعر صرف الدولار من 8000 ليرة الى 13 ألف ليرة، أما تنكة المازوت فكانت بـ10 آلاف ليرة ووصلت الى الـ40 الفاً، وجميعها عوامل تضعنا كوزارة تحت ضغط كبير، فمع كل ارتفاع توجّب علينا تعديل سعر الربطة زيادة أو نقصاناً في وزنها، بشكل اسبوعي”.

من جهّته يردّ نقيب إتحاد أصحاب الافران جريس السيد سبب ارتفاع سعر ربطة الخبز الى “ارتفاع سعر صرف الدولار”، معلناً عن “تسعير الربطة بـ2500 ليرة داخل الأفران و2750 ليرة بعد توصيلها الى المتاجر”.

مصدرنداء الوطن - باولا عطية
المادة السابقةتراجع في صادرات السعودية النفطية
المقالة القادمةتونس ترفع أسعار الوقود 5% لخفض العجز في الموازنة العامة