يشكو السائقون العموميون من المشاكل المزمنة التي تؤرق حياتهم ولقمة عيشهم، بدأت مع قانون السير الجديد وامتدّت الى غرامات المخالفات الباهظة، ووصلت اليوم الى المعاينة الميكانيكية ورفع الدعم عن المحروقات. ويقول نائب رئيس نقابة السيارات العمومية في الجنوب ابراهيم البخاري: “نظرا للظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي يمرّ بها البلد عموماً والسائقون خصوصاً والمخاوف من رفع الدعم عن المحروقات التي هي من صلب عمل الآليات، نطالب المعنيين بإيجاد خطة دعم للمحروقات أي بتحديد سقف لسعر المحروقات. كما نطالب بخطة دعم لقطع الغيار التي لم يعد باستطاعة السائق تحمّل اعبائها، وتطبيق خطة النقل بمندرجاتها كافة وأهمّها توقيف السيارات الخصوصية”، داعياً “الدولة الى دعم قطاع النقل البري باعتباره الشريان الحيوي الوحيد للنقل في لبنان دون سواه”.
ويترنح سائقو السيارات العمومية بين ناري جنون البنزين والالتزام بتسعيرة النقل، ليدفعوا الفاتورة مضاعفة قلقاً على لقمة عيشهم وخوفاً على مستقبلهم واولادهم من الآتي الاعظم، يقول ابو محمد “لقد ارتفع سعر كل شيء “من البابوج الى الطربوش” وبقيت اجرة النقل كما هي، لا تسد رمقنا ونتقاسم مأساتنا مع المواطنين الذين ما زالوا يستقلون النقل العام”.
ويشاطره الرأي زميله ابو صلاح الذي يقول: “الدولة فرضت علينا سابقاً عدم استعمال موتورات المازوت حفاظاً على البيئة وللحدّ من التلوث، ولكنها لم تؤمّن البديل”، متسائلاً “أين المواطن في قاموس اهتمامها.. نريد أن نشعر أنّ لنا حقوقاً وليس علينا واجبات فقط”، قبل أن يضيف “مضى على عملي 20 عاماً ولكنني لم أعش مثل هذه الأيام من الضنك، ما نحصّله طوال يوم من التعب والارهاق ندفعه في نهاية النهار ثمناً للبنزين وبالكاد نؤمن قوت العائلة، المهنة لم تعد تغني أو تسمن من جوع، إنّها مهنة من لا مهنة له”.