وحسب وكالة “رويترز”، أوضح الفالح بعد اجتماع مع وزير النفط الهندي، قائلاً: “نحن بالطبع، ندعو المجتمع الدولي، وأجرينا مباحثات مع نظيري الوزير برادان اليوم بشأن ضرورة أن تضطلع الهند أيضاً بدورها في تأمين الملاحة الحرة، بالروابط البحرية التي تنقل الطاقة إلى بقية العالم”.
وتزايدت المخاوف من تعطل الإمدادات في مضيق هرمز، الذي تنقل عبره نحو 20% من إمدادات الخام العالمية يومياً، بعد أن احتجزت إيران ناقلة النفط “ستينا امبريو”، التي ترفع العلم البريطاني في الممر المائي الجمعة الماضي، فيما يبدو أنه رد على احتجاز بريطانيا ناقلة نفط إيراني قبل أسبوعين.
وتتخوف السعودية على حصتها في أسواق آسيا، وخاصة في أعقاب فقد السوق الأميركي في أعقاب ثورة النفط الصخري، التي جعلت الولايات المتحدة مكتفية من النفط. وتتخوف بعض الدول الخليجية، وخاصة السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة اللتين تتهمهما إيران بتأجيج نار الحصار والتوتر العسكري ضدها.
وكانت الرياض قد تعرضت لمضايقات في السوق الصيني، الذي يعدّ الأكبر من حيث حجم الاستهلاك النفطي خلال الأعوام الأخيرة من قبل روسيا، التي رفعت حصتها في السوق على حساب شركة أرامكو.
وتعدّ آسيا الوجهة الأساسية للصادرات النفطية السعودية والخليجية حالياً، وخاصة أن حصتهما في السوق الأوروبي ليست كبيرة.
وتعتمد أوروبا على مصادر الطاقة الروسية والنرويجية والجزائرية والليبية، وحصص صغيرة أفريقية. وإذاً، وحسب بيانات وكالة الطاقة الدولية، فإن القسم الأكبر من الصادرات الخليجية يتوجه إلى دول شرق وجنوب شرق آسيا، وفي مقدمتها الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية.
فاليابان لوحدها على سبيل المثال تستورد يومياً 3.5 ملايين برميل، تشكل نسبة النفط السعودي منها 40 بالمائة والخليجي أكثر من 70 بالمائة.
كما تستورد الصين يومياً أكثر من 8 ملايين برميل، يشكل النفط السعودي لوحده نسبة 14 بالمائة منها. وتعمل الصين والهند وكوريا الجنوبية على زيادة وارداتها النفطية من السعودية ودول عربية أخرى كالعراق، للتعويض عن توقفها عن شراء أكثر من مليون برميل نفط إيراني يومياً خوفاً من العقوبات الأميركية ضد المتاجرة بهذا النفط.
ولكن في أعقاب الهجمات على ناقلات النفط لدى مرورها بخليج هرمز، باتت هذه الدول تتخوف على استمرارية إمداداتها النفطية، وبدأت تفكر في بدائل من بينها استيراد النفط الصخري من أميركا وزيادة صادراتها من روسيا ودول أميركا الجنوبية وأفريقيا.