السعودية في شراكة مع ألمانيا لتوسيع آفاق صناعة الهيدروجين

اكتسبت استراتيجية السعودية المتعلقة بإنتاج الهيدروجين البيئي زخما جديدا بعد موافقة مجلس الوزراء الأربعاء على مذكرة تفاهم بين وزارة الطاقة والوزارة الاتحادية الألمانية للشؤون الاقتصادية والطاقة تتضمن توسيع آفاق هذه الصناعة الواعدة.

وتأتي الاتفاقية في إطار مساعي السعودية لتكون أكبر مصدر للهيدروجين في العالم مستقبلا، ضمن خطط إحلال بصمتها الكربونية في الصناعة وتحقيق أقصى إيرادات ممكنة من هذا المجال والتي تنسجم مع خطط تنويع الاقتصاد التي يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

ويقول المسؤولون السعوديون إن مذكرة التفاهم ستعزز من توجه أكبر اقتصادات المنطقة العربية للاعتماد أكثر على الطاقة البديلة، كما أنها ستكون عاملا جاذبا للاستثمارات المشتركة في مجال الهيدروجين.

وكان الرئيس التنفيذي لأرامكو السعودية أمين الناصر قد قال الاثنين الماضي إن “الشركة تتطلع إلى اتفاقات لشراء الهيدروجين في أسواقها الرئيسية لزيادة إنتاجها وإنها ترى إمكانات قوية للنمو”.

وتقر الاتفاقية بأن كلا البلدين لديهما هدف مشترك يتمثل في خلق بيئة للنمو الاقتصادي والبيئي المستدام مع العمل معا لتحقيق أهداف اتفاق باريس للمناخ للحد من انبعاثات الكربون.

وتتنافس السعودية والإمارات، أول وثالث أكبر منتجي النفط والغاز في منظمة أوبك، على أن تصبحا مصدرين للهيدروجين الأزرق والأمونيا، حيث تخطط الدولتان الخليجيتان لزيادة الطاقة الإنتاجية للنفط التي تريدان أن تتشابك مع علامة تجارية للطاقة النظيفة.

ويقول مختصون في القطاع إنه نظرا لأن الحكومات والصناعات تبحث عن بدائل أقل تلويثا، فإن السعودية أكبر مصدر للنفط الخام في العالم لا تريد التخلي عن أعمال الهيدروجين المزدهرة لصالح الصين أو أوروبا أو أستراليا وتفقد مصدر دخل ضخم محتمل.

ولذلك يسعى البلد الخليجي إلى بناء مصنع ضخم بقيمة خمسة مليارات دولار، وهو مدعوم بالكامل بالشمس والرياح، وسيكون من بين أكبر صانعي الهيدروجين الأخضر في العالم عندما يُفتتح في مدينة نيوم المخطَّط لها في عام 2025.

وسيكون المشروع نقطة محورية في رحلة نيوم لتصبح الوجهة الأهم دوليا في تقديم الحلول المستدامة بطريقة تجذب المستثمرين وأفضل العقول من كل العالم لتسريع التطور البشري.

ويجري إنتاج الهيدروجين النظيف باستخدام الطاقة البديلة بدلا من الوقود الأحفوري، وتبلغ التكلفة الحالية لإنتاج كيلوغرام أقل بقليل من 5 دولارات، وفقا للوكالة الدولية للطاقة المتجددة.

وتمتلك السعودية ميزة تنافسية في توافر ضوء الشمس الدائم والرياح ومساحات شاسعة من الأراضي غير المستغلة، ومن المرجح أن تكون تكاليف الإنتاج لمشروع هيليوس غرين فيولز في نيوم من بين أدنى التكاليف على مستوى العالم وقد تصل إلى نحو 1.5 دولار للكيلوغرام بحلول عام 2030.

ووفقا لشركة بلومبرغ أن.إي.أف فإن هذا أرخص من بعض عمليات إنتاج الهيدروجين المصنوع اعتمادا على مصادر غير متجددة اليوم.

ويتزايد اعتبار ما يعرف بالهيدروجين الأخضر، الذي ينتج عن طريق تحليل الماء إلى عنصرين باستخدام الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة، وقود المستقبل لتقليل انبعاثات الكربون التي تنجم عن الوقود الأحفوري.

فالسعوديون ليسوا وحدهم في رؤية الهيدروجين الأخضر باعتباره الشيء الكبير التالي في مجال الطاقة حيث هناك اندفاع كبير من الحكومات للاستثمار في هذا المجال.

وتعتقد العديد من الشركات والمستثمرين والحكومات وعلماء البيئة أنه مصدر للطاقة يمكن أن يساعد في إنهاء عهد الوقود الأحفوري وإبطاء مسار الاحتباس الحراري في العالم.

مصدرالعرب اللندنية
المادة السابقةالأسواق العالمية منتشية بالنتائج الفصلية
المقالة القادمةالقاهرة تشيد محطة لوجستية عملاقة للحبوب في قناة السويس