السمك ليس للفقراء ومحدودي الدخل بعد اليوم

إرتفعت أسعار السمك بكلّ أنواعه بشكل جنوني، وبعدما كان للفقير أنواعه من الأسماك العادية والرخيصة، أصبحت أكلة السمك من الأكلات الصعبة المنال على الفقراء ومتوسّطي الحال، بل صارت مثل الكثير من أنواع اللحوم طعام الأغنياء وحدهم.

بات من العادي جدّاً أن تسمع أرباب عائلات في عكّار ومنطقة الشمال بشكل عام، وربّات منازل، يقولون: “لقد استغنينا عن السمك وعن اللحم والدجاج في وجباتنا اليومية لأننا لم نعد قادرين على شرائها”.. ويقول خالد عبد اللطيف، وهو أب لعائلة مؤلّفة من 6 أولاد من عكّار: “كنت في السابق أشتري كيلو سمك “غبّص” وهو من أنواع الأسماك الرخيصة بـ 5000 ليرة، والـ 5 كيلو بـ 25 ألفاً.. لقد تضاعف سعر الكيلو 7 مرات ليصبح الآن 35 ألف ليرة، بمعنى أنّ أكلة سمك لعائلتي باتت تكلفتها 175 ألف ليرة”. ويضيف: “هذا جنون، لقد تخلّينا عن الكثير من الأكلات ومنها السمك بينما كلّ البيت يحبّها.. مستحيل أن يستطيع الفقير ومحدود الدخل أن يأكل السمك بعد الآن”.

في الأسباب المباشرة والرئيسية والتي جعلت أسعار السمك بأنواعه تتضاعف بشكل غير مسبوق، ارتفاع سعر صرف الدولار بشكل جنوني مقابل الليرة اللبنانية، وانهيار قيمة العملة المحلية. المختار حسن بركات، وهو تاجر أسماك، يقول لـ”نداء الوطن”: “إن أزمة قطاع السمك مرتبطة بكلّ ما يجري في البلد ولا شك أزمة الدولار هي السبب الأول لارتفاع الأسعار. فالسمك البلدي ارتفعت أسعاره نتيجة غلاء الدولار، وتوقّف الإستيراد بشكل واسع.. كان هناك تجّار لبنانيون يستوردون الأسماك من موريتانيا ومصر والخليج ودول أخرى إلى سوق الكارنتينا، الذي كان يغطي حاجة السوق اللبناني لا سيّما قطاع المطاعم وعموم الأسواق المحلية بالسمك المستورد. أزمة الدولار وارتفاع سعر الصرف أدّى بالتجّار إلى التوقّف عن شحن البضاعة من الخارج لأنها صارت خسارة بالنسبة إليهم نتيجة عدم القدرة على تأمين الدولار fresh”.

ويضيف بركات: “لا شك أنّ هذا الأمر أدّى إلى ضغط على الإنتاج المحلي وعلى الصيادين في الموانئ البحرية. وفي ظلّ ارتفاع أسعار الشِباك وعموم لوازم الصيادين، فكان لا بدّ من رفع أسعار السمك في السوق المحلي”. وردّاً على سؤال يجيب بركات: “السمك سعره غالٍ؟ نعم.. الأسعار لا شك مرتفعة كثيراً في لبنان. فللمرّة الأولى يصل كيلو اللقّز إلى 130 ألف ليرة، وكيلو السمك السلطاني وصل سعره إلى 90 ألفاً فيما كان في السابق 10 آلاف ليرة، وهذه مشكلة كبيرة خصوصاً على الفقراء.. للأسف، الفقير غير قادر في ظلّ المعطيات الموجودة على أكل السمك ونأمل أن تتغير الظروف التي تؤثّر علينا جميعاً، وتعود الأمور إلى نصابها في قطاع السمك كما في كلّ القطاعات”.

وفي وقت اصبح سعر سمك البحيتيرة أكثر من 10 آلاف ليرة بعدما كان 2000 ليرة، فإن من الأسباب الأخرى التي أدّت إلى هذا الإرتفاع أيضاً وبحسب عدد من التجار هو انتشار وباء “كورونا” وانعكاساته، والإعتقاد السائد لدى الناس بأنّ للسمك فوائد في تعزيز المناعة. بالإضافة إلى ذلك، هناك تهافت أصحاب المطاعم اللبنانية في المناطق، والتي تعتمد السمك كوجبة أساسية، على حجز وشراء الأسماك الطازجة من السوق اللبناني، في العبدة وطرابلس وجبيل وغيرها من الموانئ، وذلك مهما وصل سعرها في المزاد.

مصدرنداء الوطن - مايز عبيد
المادة السابقةالدولار يعاود الصعود بفعل المخاوف من سلالة «كورونا» الجديدة
المقالة القادمة“الدعم المرشّد” في شكله النهائي!