تتنقّل الأحداث الأمنية بالتواتر بين منطقة وأخرى في خلال موسم “الذروة السياحية”، فتخلق الذعر في صفوف المقيمين والسياح على السواء… ولو لم تُزهق الأرواح في سلسلة هذه الحوادث لكان صحّ القول “بالرزق ولا بصحابو”، لكنها تحصد الإثنين معاً للأسف!
تطورات الساعات الأخيرة أثارت هواجس في الوسط السياحي والاقتصادي من إقدام السياح والمغتربين اللبنانيين المتواجدين في لبنان لتمضية عطلة الصيف، على قطع إجازتهم ومغادرة بيروت خوفاً من تصعيد أمني لا يُحمد عقباه.
هذه المخاوف حملتها “المركزية” إلى نقيب أصحاب مكاتب السياحة والسفر جان عبود الذي ختم عليها لكنه يطمئن إلى أنه “حتى الساعة لا تزال المشهدية على حالها”، مؤكداً أن “الحجوزات لا تزال ثابتة وبالتالي لم يُسجَّل أي إلغاء، كما أن حركة مطار بيروت الدولي على طبيعتها”.
وإذ يعقّب القول على “بيانات السفارات الأخيرة ولا سيما السفارة السعودية المحذّرة من القدوم إلى لبنان، والتي تبيّن لاحقاً أن أسبابها سياسية بحت”، يتخوّف عبود من أنه “في حال بقي الوضع الأمني متشنّجاً مع تنقّل الحوادث الأمنية بين بلدة عين إبل ومنطقة الكحالة وغيرهما من المناطق اللبنانية الأخرى، فسيترك انعكاسات سلبية على حجوزات السفر، لينغّص الأمر على السياح والمغتربين كما على أركان القطاع السياحي الذين يعوّلون الكثير على هذا الموسم”.
حجوزات آب وأيلول
“حتى الآن لا يزال العدد كما هو مأمول في شهر آب” يقول عبود “فيما الأنظار شاخصة إلى حجوزات أيلول المقبل إن كانت ستتأثّر بالحوادث الأمنية المتنقلة. لكن حتى الآن لا معطيات تشي بإلغاء حجوزات أو ما شابه”.
وإذ يأمل “في تهدئة الأجواء لتمرير الفترة القصيرة المتبقية من موسم السياحة والاصطياف”، يؤكد “تملّك القلق والخوف في النفوس وتحديداً لدى أركان القطاع السياحي حتى لو لم يتلمّسوا حتى الآن أي داعٍ لهذا القلق…”.
ويعود عبود ويشدد على أن “الأمور تسير في منحاها الطبيعي” ويقول: لا تزال ملاءة الطائرات 100% وهناك رحلات إضافية… حتى اليوم، لم تلحظ شركات الطيران أي إلغاء للحجوزات، كما أن حركة الطيران تحافظ على استقرارها بمعدل “جيّد جداً”.
وعن أعداد الوافدين المرتقبة في شهر أيلول، يؤكد أنه “لا يزال يحافظ على زخم أشهر حزيران وتموز وآب. إذ سُجّل 450 ألف وافد في حزيران، وما يفوق الـ500 ألف في تموز، على أن يصل عددهم إلى 700 ألف وافد في آب الجاري. فحصيلة الأربعة أشهر ستقفل على مليونَي وافد إلى مطار بيروت. ومن من المليونين هناك 37% و40% منهم سياح عرب وأجانب”.
ويشير إلى أنه “في الأشهر الثلاثة الأولى من العام بلع عدد السياح فقط 400 ألف، أما بالنسبة إلى الفصول الأخرى لهذا العام فستسجّل عدداً أكبر حتماً… فالحركة تنمو 23 و25% مقارنة بالعام 2022”.
ويختم عبود: إذا بقيت الأوضاع مستقرة من دون أي تطورات أمنية مفتوحة الأفق، سنصل إلى مليون و800 ألف أو مليوني سائح في نهاية العام الجاري… وهو رقم إيجابي بامتياز. من هنا نتمنى أن تبقى الأوضاع مستقرة.