الشامي اجتمع مع صندوق النقد والبنك الدولي: الرغبة بالمساعدة ما زالت موجودة

ترأس نائبُ رئيس حكومة تصريف الأعمال سعادة الشامي الوفدَ اللبناني إلى الإجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي والمنعقدة في واشنطن من ١٠ إلى ١٦ تشرين الأول ٢٠٢٢. وعقد الوفد سلسلةَ لقاءاتٍ مع مسؤولي صندوق النقد الدولي ومنهم نائبة مديرة الصندوق انطوانيت صايغ ومدير دائرة الشرق الأوسط ووسط آسيا جهاد أزعور وفريق العمل المكلف بالتفاوض مع لبنان. واجتمع كذلك مع نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فريد بلحاج، كما وكانت له لقاءاتٌ مع مساعد وكيل وزارة الخزانة الأميركية أريك ماير، ومدير الخزانة الفرنسية إيمانويل مولان، ومديرة الشؤون الاقتصادية والمالية في الاتحاد الاوروبي ايلان فلوريس، إضافةً إلى لقاءات مع مسؤولي بنك الاستثمار الأوروبي ومؤسسة التمويل الدولي والبنك الأوروبي للأعمار والتطوير.

وقد شارك الشامي في ندوة حوارية نظمّها البنك الدولي مع عددٍ من كبار المسؤولين العرب، وكانت له فيها مداخلةٌ حول قضايا دول المنطقة ومنها أزمة الغذاء العالمية وانعكاس ارتفاع أسعار الفائدة على هذه الدول.

وشرح الشامي لمَن التقاهُم التقدّمَ الذي حصل منذ توقيع لبنان الإتفاق على صعيد الموظفين مع صندوق النقد الدولي في ما خَصَّ الإجراءات المُسبقة التي على لبنان تنفيذها قبل إبرام الاتفاق النهائي مع الصندوق، وكذلك أسباب التأخير في بعض الإجراءات والناتجة بشكل خاص عن الوضع السياسي والانتخابات النيابية الأخيرة والانتخابات الرئاسية المقبلة.

وأشار الى التداعيات الإيجابية لإتفاق ترسيم الحدود البحرية الذي تزامن مع وجود الوفد في واشنطن وخاصة على المدى المتوسط والبعيد ولكن هذا لا يغني بأي شكل من الاشكال عن ضرورة المضي قدماً بالإصلاحات التي على لبنان القيام بها في أسرع وقت ممكن.

وفي مداخلته في اجتماع مجموعة الـ ٢٤ شدَّدَ نائب رئيس الحكومة على ضرورة مساعدة لبنان في هذه الظروف الصعبة، كما طلب في اجتماع وزراء ومحافظي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وباكستان، في حضور المديرة التنفيذية لصندوق النقد الدولي كريستالينا غيارغوفا، من الصندوق المزيد من الصبر والمثابرة حيث أن ظروف لبنان تختلف عن ظروف أي دولة أخرى، وأن التعاون بين الصندوق ولبنان قد يمثل دراسة حالة فريدة من نوعها في العالم.

وأكَّدَ أن مساعدة لبنان من قبل الدول المانحة ومنها الدول العربية الشقيقة في تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية تُساهم أيضاً في إنجاز الإصلاح السياسي المطلوب من قبل كثير من اللبنانيين وأصدقاء لبنان.

في الخلاصة، وجد الوفد اللبناني، نتيجةَ محادثاته في واشنطن، أن المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية لا تزال مهتمة بمساعدة لبنان وإن كان هناك شعورٌ بأن صبر هذه المؤسسات بدأ ينفذ، نظراً لبطء عملية الإصلاح من جهة، ولأن اهتمام المجتمع الدولي أخذ يتّجه بشكل أكبر نحو الدول الفقيرة والناشئة التي تعاني من أزمات عميقة نتيجة الأوضاع الاقتصادية العالمية الصعبة من جهة أخرى وخاصةً من الارتفاع السريع في أسعار الفائدة للجم نسب التضخم العالية والتي أدَّت إلى تفاقم أزمة الدين العام في الكثير من هذه الدول، إضافةً إلى أزمة الغذاء التي تزايد وطؤها مع الحرب الأوكرانية.

ولفت المكتب الإعلامي للشامي في بيان الى ضرورة الالتزام بالاستحقاقات الدستورية ومنها الانتخابات الرئاسية وتشكيل حكومة مكتملة الصلاحيات للإسراع في تنفيذ الإصلاحات الضرورية حتى لا نخسر دعم المجتمع الدولي في هذه الظروف الصعبة، مشيراً الى أنه لا يمكننا أن نطلب من الأخرين ما لا نطلبه نحن من أنفسنا، إذ علينا أن نساعد أنفسَنا حتى يساعدنا الآخرون.

مصدرنداء الوطن
المادة السابقةتعديلات جديدة على التعرفات… كركي: على الدولة الإسراع في تسديد ديونها
المقالة القادمةالأسمر: الحد الأدنى للرواتب 20 مليون