الشركات الأميركية تقتنص فرص الاستثمار في البنى التحتية في ليبيا

تتطلع الشركات الأميركية إلى الاستثمار في البنى التحتية في ليبيا والمشاركة في خطط إصلاح الاقتصاد لإعادة إعمار البلد وتلافي آثار سنوات من الحروب والنزاعات، في وقت تترقب فيه الكثير من الدول استقرارا سياسيا يمكّن من الشروع في إنجاز مخططات التنمية.

وأعربت شركات أميركية عن رغبتها في نشر خبراتها الفنية ومواردها المالية للمساعدة على إعادة بناء البنية التحتية والاقتصاد في ليبيا.

جاء ذلك خلال اجتماع افتراضي استضافته غرفة التجارة الأميركية في ليبيا، بمشاركة سفير واشنطن لدى طرابلس ريتشارد نورلاند، وشركات من الولايات المتحدة، ، وفق بيان للسفارة الأميركية.

وهدف الاجتماع، بحسب البيان الصادر الأربعاء، إلى “تبادل الآراء بشأن العملية السياسية المتطورة في ليبيا وآفاق تحسين مناخ الأعمال للاستثمار الأميركي فيها”.

ولفت قادة الأعمال خلال الاجتماع إلى أن “زيادة الاستثمار في ليبيا تتطلب استقرارا سياسيا طويل الأجل، وشفافية في القرارات الاقتصادية، واتفاقية طويلة الأجل بشأن إدارة الإيرادات”.

وأضافوا أن “الاستثمارات في ليبيا تتطلب أيضا بيئة أعمال أكثر تمكينا، بما في ذلك موافقة البنك المركزي في الوقت المناسب وبشكل متسق على خطابات الاعتماد التي يطلبها المستوردون الليبيون للوفاء بالمدفوعات لشركائهم التجاريين الأجانب”. فيما أشاد السفير نورلاند بالعملية السياسية الجارية حاليا في ليبيا، معتبرا أنها “توفر فرصة فريدة للقادة السياسيين والاقتصاديين الليبيين لتحقيق إصلاحات تجعل بلدهم شريكا قويا وموثوقا لاستثمارات القطاع الخاص”.

وتشهد ليبيا هذه الأيام جهودا سياسية على عدّة مسارات برعاية الأمم المتحدة، للتوصل إلى تسوية تنهي الانقسام السياسي والمؤسساتي المستمر في البلاد منذ إسقاط نظام معمر القذافي عام 2011.

وتتصاعد وتيرة إعمار الدول المدمرة بعد الحروب والنزاعات والتحولات، كما تتزايد وتيرة الحصول على فرص استثمارية في البنية الأساسية والمرافق العامة، وتستحوذ قوى كبرى على جزء كبير من “كعكة” إعادة إعمار الدول التي دمرتها المعارك.

وتعد الولايات المتحدة أكبر رابح في هذا المجال عبر شركة “بكتل”، وهي ذراعها الاستثمارية العملاقة المتخصصة في إعادة إعمار الدول، وكان لها النصيب الأكبر في مشروعات إعادة الإعمار في العراق.

وكشف التقرير السنوي للشركة الأميركية عن استثمارات في نحو 53 نقطة استثمارية حول العالم، جنت من خلالها إيرادات بنحو 25.5 مليار دولار عام 2018، فضلا عن فوزها بعقود جديدة قيمتها 17.3 مليار دولار ما يعزز اسبقيتها في المجال على حساب المنافسين.

وتشهد دول، مثل ليبيا وسوريا واليمن، صراعات دمرت جزءا كبيرا من بنيتها الأساسية، فضلا عن حاجة العراق إلى مشروعات ضخمة لإعادة تأهيل اقتصاده.

وانطلقت مشاريع إعادة تأهيل وتشغيل مطار طرابلس الدولي تحت إشراف مجموعة “إينياس” الإيطالية.

من جهتها بدأت مصر العام الماضي تتخذ خطوات عملية لاقتناص فرص المشاركة في إعادة إعمار ليبيا، وأعلنت أخيرا عن تدشين عشر مناطق لوجستية في مدينة السلوم في محافظة مرسى مطروح المتاخمة للحدود الليبية.

وتستهدف القاهرة -من خلال ذلك- تلبية جميع الطلبات الخاصة بالسوق الليبية، بما يعزز تنشيط اقتصادها ومواجهة عمليات التهريب التي تتمّ على الحدود الليبية.

مصدرالعرب اللندنية
المادة السابقةنشاط المصانع الصينية يشهد أسرع نمو منذ عقد
المقالة القادمةالبنوك الأوروبية تمول المشاريع المائية في الأردن