يتراجع الطلب على الليرة اللبنانية جرّاء انخفاض قيمتها مقابل الدولار، فيحاول اللبنانيون التخلّص منها إما بشراء الدولار أو السلع. وعلى عكس هذا الواقع، وَجَدَ البعض سوقاً يرتفع فيه الطلب على الليرة، والوجهة هي العراق، لكن بصورة غير شرعية. فقد أوقفت الاستخبارات العراقية مسافراً أجنبياً “بحوزته نحو 900 مليون ليرة لبنانية مخفية داخل علب حلويات”.
وقد أوضح أحد الصرافين العراقيين لـ”المدن”، أن الليرة اللبنانية “موجودة في العراق قبل انهيار قيمتها، ومن الشائع شراؤها من قِبَل اللبنانيين في العراق، أو العراقيين الراغبين بزيارة لبنان. فهؤلاء يحتاجون مبالغَ من الليرة فور وصولهم إلى مطار بيروت، ومنه إلى الفندق أو المطاعم، وإن بنسبة ضئيلة، ريثما يذهبون إلى محال الصرافة اللبنانية لتبديل العملة العراقية أو الدولار أو غيرها من العملات التي بحوزتهم”.
ولا يستبعد الصرّاف أن يكون الهدف من عملية التهريب التي أحبطت في مطار النجف، تأمين كمية من الليرات لعراقيين لا يعرفون بالضبط حركة الدولار مقابل الليرة في لبنان، فيستسهلون شراء الليرة من العراق مباشرةً، فيبيعها المهرِّب بسعر أعلى من سعر السوق اللبناني.
وتجدر الإشارة إلى أن “المبلغ المهرّب ليس بالضرورة أن يكون مزوَّراً”. علماً أن قيمته مقابل الدولار ليست كبيرة جداً قياساً بالتراجع المستمر لقيمة الليرة، فهي تساوي نحو 30 ألف دولار، وتتراجع مع الوقت، إلاّ إن أراد المهرِّب بيعها بالتزامن مع تحرّك سعر الصرف اليومي في لبنان “وفي جميع الأحوال، فإن قيمة المبلغ بالدولار لا تستحق المخاطرة والتهريب ومواجهة السجن في العراق”، برأي الصرّاف