العالم على أعتاب ثورة كمومية

وكأن هذا لا يكفي.. لم يستوعب العالم بعد الثورة التي أحدثها تشات جي.بي.تي والتعليم الآلي ليخرج إلينا عملاق التكنولوجيا غوغل بخبر يقول إن الشركة أنشأت كمبيوترا كموميا قادرا على إجراء حسابات فورية يتطلب إجراؤها 47 عاما باستعمال أسرع كمبيوتر موجود اليوم.

ويعتقد خبراء أن أجهزة الكمبيوتر الكمومية ستحل محل أجهزة الكمبيوتر “الكلاسيكية” في مكاتبنا وتحدث ثورة أخرى في حياتنا في غضون العقدين المقبلين.

ومن خلال استخدام التأثيرات الفردية لفيزياء الكم، سيكون العلماء قادرين على تسريع التعلم الآلي، وحل مشكلة تغير المناخ واكتشاف عقاقير جديدة، كما يُعتقد.

الآن، تدعي غوغل أنها حققت إنجازا كبيرا في سعيها لبناء مثل هذا الجهاز، من خلال تحقيق “التفوق الكمي” – حل المشكلات التي لا تستطيع أي آلة كلاسيكية القيام بها.

وكانت غوغل قد قالت في عام 2019 إنها حققت تفوقا كميا ولكن ادعاؤها كان موضع تساؤل في ذلك الوقت من قبل منافسين. وأشارت شركة “رايفل أي.بي.أم” إلى أن المهمة التي تمكن الكمبيوتر الكمومي “سيكامور” من غوغل من القيام بها لم تكن صعبة بشكل خاص ويمكن تقنيا القيام بها بواسطة آلة كلاسيكية وإن كان ذلك أبطأ.

وبعد أربع سنوات، ادعى باحثو غوغل أنهم ابتكروا آلة أكثر قوة بقدرات تتجاوز الآلات الكلاسيكية – بعبارة أخرى، التفوق الكمي.

ولا يزال من غير الواضح مقدار تكلفة تطوير الكمبيوتر الكمي.

ويقول أفراد الفريق في ورقتهم المنشورة التي لم تتم مراجعتها بعد إن “أجهزة الكمبيوتر الكمومية تحمل وعدا بتنفيذ مهام تتجاوز قدرة أجهزة الكمبيوتر الكلاسيكية. نحن نقدر التكلفة الحسابية مقابل الأساليب الكلاسيكية المحسنة ونثبت أن تجربتنا تتجاوز قدرات أجهزة الكمبيوتر العملاقة الكلاسيكية الحالية”.

وتستفيد تقنية الكم من التأثيرات الهائلة لفيزياء الكم لتسريع معالجة المعلومات بشكل كبير، ما قد يؤدي إلى أقوى كمبيوتر على وجه الأرض.

وحتى أسرع أجهزة الكمبيوتر الموجودة اليوم – مثل الكمبيوتر العملاق فرونتيير في ولاية تينيسي – لا تتطابق مع إمكانات أجهزة الكمبيوتر الكمومية.

وتستخدم أجهزة الكمبيوتر “التقليدية” أو “الكلاسيكية” لغة معالجة الكود الثنائي، وهي لغة تستند إلى إحدى الحالتين – الأصفار أو الآحاد. لكن ميكانيكا الكم تسمح لوحدة من المعلومات الكمومية – بتة كمومية أو “كيوبت” – بأن تكون في حالة صفر، أو حالة واحدة، أو كلتا الحالتين في وقت واحد.

ووفقا لغوغل، فإن أحدث إصدار من معالجها الكمي سيكامور يعمل بـ70 كيوبتا، أكثر من نسخته السابقة من سيكامور التي كانت تحتوي على 53 كيوبتا.

ويعني المعالج الكمي الذي يحتوي على 70 كيوبتا أنه يمكنه تخزين ومعالجة 70 بتا كميا من المعلومات، وهو أمر مستحيل بالنسبة للكمبيوتر الكلاسيكي مهما كانت سرعته.

ولوضع هذه الزيادة في الطاقة في منظورها الصحيح، يقول الفريق إن فرونتيير لن تستغرق سوى 6.18 ثانية لمطابقة حساب من كمبيوتر غوغل الذي يبلغ حجمه 53 كيلوبتا، ولكنها ستستغرق 47.2 عاما لمطابقة أحدثها.

ويقول باحثو غوغل إن لديهم الآن “الهدف النهائي المتمثل في إثبات الأداء غير التقليدي والتحقق منه لجهازنا الذي يبلغ حجمه 70 كيلوبتا”.

مصدرالعرب اللندنية
المادة السابقةالتضخم الصفري يدفع الاقتصاد الصيني نحو دوامة انكماش خطيرة
المقالة القادمةفراغ حاكمية البنك المركزي يعقد أزمات لبنان