أظهرت بيانات صندوق النقد الدولي أنّ حصّة الدولار الأميركي من احتياطات المصارف المركزيّة تراجعت بنحو 1.5 نقطة مئويّة، خلال الربع الثاني من هذه السنة، لتصل إلى 56.3% فقط. وبذلك، تكون مكانة الدولار الدوليّة، بما هي عملة احتياط، قد تراجعت إلى أدنى مستوىً منذ أكثر من ثلاثة عقود.
وأظهرت البيانات نفسها أنّ نسبة الاحتياطات الدوليّة المقوّمة بالدولار تراجعت منذ العام 2000 بأكثر من 16 نقطة مئويّة، وهذا ما يعكس نمطًا مستمرًّا لابتعاد المصارف المركزيّة عن الاعتماد على الدولار.
وللمقارنة، تشير البيانات إلى أنّ الدولار الأميركي كان يمثّل في العام 1977 نحو 85% من احتياطات المصارف المركزيّة في العالم، وهو ما يتجاوز النسبة الحاليّة بنحو 29 نقطة مئويّة. ومن المرتقب، وفق الوتيرة الحاليّة، أن تتراجع هذه النسبة إلى أقل من 50% خلال خمس سنوات فقط.
ومن الواضح أنّ هذا النمط ارتبط بجملة من العوامل، مثل الخشية من مسار تضخّم الدين العام الأميركي، وإفراط الولايات المتحدة في استخدام سلاح العقوبات لغايات سياسيّة. غير أنّ سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب فاقمت من هذه المخاوف، خصوصًا بعد اتجاه إدارته إلى خوض الحروب التجاريّة مع أقرب حلفاء بلاده وشركائها، وهو ما قلّص من الثقة بالسياسة الخارجيّة الأميركيّة.
