ألقى العميد المغوار فارس زيادة بيان العسكريين المتقاعدين المعتصمين على طريق القصر الجمهوري، تزامنا مع انعقاد جلسة مجلس الوزراء وجاء فيها:
لم نتوقع لحظةً في حياتنا أن نقف هذا الموقف مطالبين بالحفاظ على حقوقنا التي حصلنا عليها بالدم والعرق، نحن الذين انتمينا إلى مؤسسة الشرف والتضحية والوفاء وفي كل الأسلاك الأمنية والعسكرية، لم نتوقع لحظةً أن يتم التنكر لتضحياتنا وحقوقنا، ولتضحيات شهدائنا وجرحانا وأبطالنا الذين بقوا على قيد الحياة بفضل العناية الإلهية.
لقد خضنا غمار حروب الدفاع عن لبنان في مختلف الظروف ولم يخطر ببال أحدنا أن نصل إلى يومٍ نكون فيه مضطرين لرفع الصوت مطالبين بإنصافنا كي نتمكن من العيش بكرامة بعد سنوات النضال والتضحية.
نقف على مقربة من قصر الشعب، القصر الجمهوري الذي يتولى سدته فخامة المتقاعد الأول العماد ميشال عون، الذي خدمنا بإمرته ونفذنا أوامره بصدقٍ وإخلاص وها نحن مجموعة من الضباط والرتباء الذين تعرضنا لإصاباتٍ أقعدتنا مدى الحياة جئنا نقول لفخامة الرئيس: يا حضرة المتقاعد الأول، يا فخامة الرئيس كان أفضل إنجازٍ بالنسبه لنا أن يكون قائدنا رئيسنا وهذا كل ما يتمناه العسكري وبهذه الروحية جئنا نقول لفخامتكم أننا هنا كي ندعم موقفكم عندما قلتم أن هذه الدولة منهوبة وليست مكسورة ولنقول لكم يا فخامة الرئيس أن الموازنة بحالتها الحاضرة وجدت أن جيوب العسكريين والمتقاعدين هي التي نهبت الخزينة وكسرتها فهل هذا صحيح يا فخامة الرئيس؟؟ لماذا لم تفتش الحكومة عن مزاريب الهدر والفساد كي تنعش الخزينة بدلاً من أن تمد يدها إلى جيوبنا وحقوقنا؟؟
جئنا إلى هنا كي ندعم موقفكم حيث قلتم أنكم لن تقبلوا المس برواتب ومكتسبات العسكريين وهذا ما يفرحنا ويدعم موقفنا ، لذلك نرجوكم أيها المتقاعد الأول أن تقلب الطاولة وتقول لهم فتشوا عن إيرادات للخزينة ولا تقتربوا من حقوقنا.
في سلسلة الرتب والرواتب لم يتم إنصافنا وتقاضينا نحن المتقاعدين أقل من 35٪ في حين تقاضى غيرنا أكثر من 170٪ فهل هذا هو العدل والإنصاف؟؟؟ وجاءت الموازنة فيما رشح عنها أنها سوف تعيدنا إلى ما قبل السلسلة التي لم نحصل على كل دفعاتنا المجزأة منها، حيث فرضت علينا ضريبة 3٪ على الطبابة وهذا أمر يخالف قانون الدفاع الوطني، المرسوم الإشتراعي 83/102 ، كذلك فإن فرض ضريبة دخل على معاشاتنا الزهيدة أمر غير قانوني أيضاً لأن هذه المعاشات هي نتيجة محسومات تقاعدية من رواتب دفعنا عليها ضريبة الدخل مرتين.
ماذا باستطاعتنا القول لعوائل الشهداء الذين سقطوا بمواجهة الإرهاب التكفيري والذين كرمتهم شخصياً في وزارة الدفاع الوطني؟؟
وماذا نقول لعوائل الشهداء الذين سقطوا بمواجهة العدو الصهيوني الغاشم والذين سقطوا في 13 تشرين 1990؟
هل فعلاً يستحقون هذه الضرائب والإقتطاع من معاشاتهم؟؟؟
نحن المتقاعدون الذين أصبحنا في المقلب الآخر من العمر نناشدكم النظر بعين الأب لأوضاعنا، نحن الذين برمجنا حياتنا إستناداً لراتبٍ زهيد نتولى به تدبير أمورنا في آخر العمر، فماذا نفعل بعد أن يتم إقتطاع رواتبنا ماذا نعمل في هذا السن المتقدم؟ هل ترضى لنا الذل والهوان؟؟
نحن نردد قول العماد جوزف عون قائد الجيش اللبناني أننا لم نكن نتوقع يوماً أن يتم التنكر لحقوقنا وتضحياتنا وليس لنا إلا فخامتكم لرفع الظلم عنا ونحن ننتظر كلمتكم وموقفكم ونعول عليكم كثيراً.
دمت يا فخامة الرئيس للوطن ذخراً ولنا عوناً ونصيراً.