في إطار محاولات بناء معملي كهرباء كخطوة تساعد على التخفيف من أزمة الطاقة الحادّة في لبنان، بدأ وفد من “شركة كهرباء فرنسا” EDF جولته في بيروت انطلاقاً من السراي الحكومي، حيث عقد مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي اجتماعاً أمس في حضور مستشاره الوزير السابق نقولا نحاس، ووزير الطاقة وليد فياض، ومدير عام إدارة المناقصات جان العلّية. وبحث المجتمعون ملف الكهرباء لمتابعة المفاوضات القائمة مع الدولة اللبنانية والهادفة إلى تكليف “كهرباء فرنسا” كإستشاري وضع دفتر شروط لمناقصة بناء معملي الكهرباء في دير عمار والزهراني بقوّة 825 ميغاوات لكلّ منهما. وتم الإتفاق على تسريع الخطوات الهادفة إلى تكليف الـ EDF بوضع دفتر الشروط وإرساله إلى إدارة المناقصات لوضع ملاحظاتها عليه، على أن تقدّم لاحقاً الشركات ملفاتها والمؤهل للتنفيذ يسمح له بالمشاركة في مرحلة تقديم العروض، وبعدها ترفع نتيجة العرض الأفضل إلى وزارة الطاقة فمجلس الوزراء لاتخاذ القرار المناسب. ومن المفترض أن تنجز المناقصة خلال فترة 6 اشهر كحدّ أقصى.
والعقد الذي تكلّف “كهرباء فرنسا” بموجبه وضع دفتر الشروط هو إتفاق بالتراضي بين وزارة الطاقة والإستشاري الفرنسي، أي أنه بحاجة إلى موافقة حكومة تصريف الأعمال ما يضع المعنيين أمام خيارين: إما إصدار موافقة استثنائية موقّعة من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة أو عقد جلسة حكومية للبت بالموضوع.
وتعقيباً على الاجتماع، يشير نحاس إلى أن “انطلاقاً مما كان قاله وزير الطاقة أنه سيكمل البحث مع “شركة كهرباء فرنسا”، زار وفد تابع لها بيروت لمقابلة رئيس الحكومة الذي دعا والوزير لحضور الاجتماع وجرى بحث معمّق في العقد الذي كان يبحثه الوزير لجهة منطلقاته ومندرجاته وما المطلوب على مختلف المستويات”.
ويؤكّد أن “اجتماعاً آخر سيعقد اليوم مع وزارة الطاقة على أمل أن ينهي كلّ الإشكاليات”، لافتاً إلى أن “الموضوع الأساسي هو أن أمام لبنان فرصة لتوليد الطاقة إذ وجد من يموّل المشروع وهذه كانت المشكلة لأن الشركات موجودة وكان النقص في التمويل لذا يجب عدم إضاعة هذه الفرصة. من هنا يأتي إصرار الرئيس ميقاتي على ضرورة الإسراع في إنجار الاتفاق لأن العقد مع الـ EDF لا يعد شيئاً مقارنةً مع المشروع وحجمه، فالخلاف على فرق تبلغ قيمته مئة أو مئتي ألف دولار ليس شيئا أمام الكلفة الكهربائية التي يتكبّدها اللبنانيون إذ يدفعون 4 ملايين دولار يومياً فقط لتأمين المازوت، مشبّهاً ما يحصل بشخص يغرق ولا يمدّ له الحبل في انتظار البحث عما إذا كان ثمنه غاليا أم رخيصا”.
ويشدّد نحاس على أن “ثمن التأخير كبير جدّاً على اللبنانيين ولهذا السبب يحث الرئيس ميقاتي على بت الموضوع سريعاً على أمل أن يصل الاجتماع بين الوزير والـ EDF اليوم إلى خواتم سعيدة، خصوصاً أن الأوّل أعطى أملاً للبنانيين أنه سيستمر في بذل الجهود اللازمة لحين الوصول إلى حلّ كهربائي”.