أشار باحثون من المعهد الهولندي لعلم الأعصاب، بعد سلسلة من التجارب الناجحة على القرود، أن العلماء اقتربوا خطوة من استعادة البصر للمكفوفين باستخدام غرسات دماغية. وطور الباحثون غرسات تحتوي على 1024 قطبًا كهربائيًا – موصلات تحمل تيارات كهربائية داخل وخارج الدماغ – وزرعوها في القشرة البصرية، وهي جزء من الدماغ يعالج المعلومات المرئية، في اثنين من قرود المكاك.
ومن خلال إرسال إشارات كهربائية إلى أدمغة القردة، ابتكر الباحثون “الفوسفين” – نقاط من الضوء يمكن إدراكها من قبل الدماغ، ويمكن استخدامها لخلق وهم الأشكال والأشياء.
وقال الباحث الرئيسي بيتر رويلفسيما، أن الفريق أراد إظهار أنه من الممكن تحفيز “رؤية الأشياء” من خلال التحفيز الكهربائي المباشر للدماغ، موضحًا أن القشرة البصرية لديها نوع من الخريطة المرئية للفضاء. وأضاف: “يمكنك العمل معها مثل لوحة المصفوفة على طول الطريق السريع. إذا قمت بتحفيز أو إضاءة لوحات متعددة، يمكنك رؤية الأنماط”.
ويعتقد الفريق أن مثل هذه التكنولوجيا يمكن استخدامها يومًا ما لمحاكاة البصر لدى المكفوفين الذين تمكنوا من الرؤية في مرحلة ما من حياتهم. وقال رولفسيما أنه عندما تتوقف عيون الناس عن العمل ويفقدون بصرهم، فإن قشرتهم تحرم من المدخلات. وأضاف: “ما تفعله بعد ذلك هو تجاوز العيون المعطلة، وتوصيل الصور التي تراها عادة في القشرة البصرية”. وأوضح أنه “إذا قمت بالتحفيز باستخدام قطب كهربائي واحد، فستحصل على نقطة واحدة من الضوء. إذا قمت بالتحفيز باستخدام نمط من الأقطاب الكهربائية، فيمكنك إنشاء نمط من هذه النقاط، ومن هذه الأنماط، يمكنك إعادة إنتاج صور ذات معنى”، موضحًا أنه يمكن استخدام النقاط لإنشاء أحرف الأبجدية.
وأوضح رولفسيما أنه في المستقبل يمكن لأي شخص حمل كاميرا على نظارته والتي يمكن أن تترجم الصور إلى أنماط تحفيز كهربائي للدماغ، وترسلها إلى الأقطاب الكهربائية. وأضاف: “ستعمل الأقطاب الكهربائية بعد ذلك على تنشيط الخلايا المناسبة، ويمكن للشخص أن يرى ربما سيارة قادمة، أو شخص يسير في الطريق. وسوف يؤدي ذلك إلى ظهور شكل من أشكال الرؤية”. ويأمل أن تكون التكنولوجيا جاهزة للتجربة على البشر بحلول عام 2023.