العملات المرتبطة بالذهب تبرز في سوق الأصول المشفرة

تشهد الأصول المشفرة سطوع نجم فئة جديدة من العملات التي تتغذى على المخاطر رغم حالة الشلل التي تنتاب هذه السوق بسبب الحرب والتضخم. وتبدو فرص الاستثمار في العملات الرقمية المشفرة المرتبطة بالذهب جذابة حاليا للكثير من المستثمرين نظرا لما حققته هذه السوق من فوائد كبيرة للمستثمرين.

وتعد العملات المشفرة بمثابة وسيلة دفع رقمية غير نقدية، وتتم إدارتها وتداولها في نظام دفع لامركزي على الإنترنت وتحظى بحماية شديدة بعيدا عن سيطرة البنوك وتحكمها. وحسب إحصائيات منصة كريبتو دوت كوم لتداول العملات الرقمية المشفرة كان هناك ما يقرب من 300 مليون شخص يمتلكون عملات رقمية مشفرة مع نهاية 2021.

ورغم أن سعر البيتكوين في عام 2020 وصل إلى حوالي 8.6 آلاف دولار، ثم قفز في نهاية مارس الماضي ليبلغ قرابة 43 ألف دولار، لكن ثمة الكثير من قصص النجاح والربح السريع التي تجذب مستثمرين أكثر إلى هذه السوق.

وتعد العملات المدعومة بالمعدن الأصفر أحدث صورة من “العملات المستقرة” التي عادة ما تكون مربوطة بالدولار للحد من التقلب.

وفي العام الماضي، حققت باكس غولد، أكبر هذه العملات، قفزة بـ7.4 في المئة، في حين قفزت منافستها الأكبر تيذر غولد بـ8.5 في المئة. وعلى النقيض من ذلك، فقدت بتكوين أكثر من 13 في المئة وانخفضت إيثر 20 في المئة.

وقال إيفريت ميلمان كبير محللي الأسواق لدى جينيزفيل كوينز “أحد المخاوف الرئيسية لدى الكثير من حديثي العهد بالأصول المشفرة هو أنها ليست مدعومة بأي شيء”. وأضاف أنها “تظهر فقط على الشاشة لذا فإن ربطها أو جعلها على علاقة بسلعة في العالم الحقيقي أمر منطقي”.

والإقبال على الذهب ليس مفاجئا، فهو وسيلة تقليدية للتحوط من الاضطرابات الجيوسياسية والتضخم. غير أن الطلب على العملات المشفرة المدعومة بالذهب جديد. والعملات المستقرة فئة سريعة النمو من الأصول المشفرة ظهرت كوسيط مشترك للتعاملات، وغالبا ما يستخدمها المتعاملون الذين يسعون لنقل أموال.

ويكون من الأسهل مبادلة العملات المستقرة الرئيسية ببيتكوين أو غيرها من العملات المشفرة على سبيل المثال بدلا من مبادلة أموال تقليدية مثل الدولار ببيتكوين.

ومع ذلك، لا تزال العملات المدعومة بالذهب من الأصول المستجدة التي لا تجذب سوى قطاع صغير في سوق الأصول المشفرة حاليا، فعمر باكس غولد وتيذر غولد لا يكاد يتخطى العامين، وذلك في ظل سيولة ضئيلة وقليل من اليقين حيال فرصهما على المدى الطويل.

وفي حين تضاعفت قيمة باكس غولد تقريبا إلى 627 مليون دولار هذا العام، صعدت قيمة تيذر غولد تسعة في المئة لتصل إلى ما يزيد عن 209 ملايين دولار.

ومن المتوقع أن تستمر أعداد المستثمرين في الأصول المشفرة في الارتفاع حيث أوضح هارتموت فالز، الخبير الاقتصادي والمالي في جامعة لودفيغسهافن للعلوم التطبيقية لوكالة الأنباء الألمانية أن شراء العملات الرقمية المشفرة أصبح أسهل من السابق.

وكثيرا ما يوفر الوسطاء عبر الإنترنت عملات فردية لبيعها إلى درجة أن بعض بنوك التوفير ترغب في إتاحة شراء العملات المشفرة لعملائها عن طريق حساباتهم الجارية قريبا. ويشير تيمو إيمدين الخبير في العملات المشفرة ببوابة البورصة إيمدين ريسيرش إلى تزايد الاهتمام بالعملات الرقمية المشفرة بدرجة كبيرة.

وقال “لقد دخلت العملات المشفرة العالم المالي التقليدي، وأثبتت نفسها في فئة الأصول، ولذلك من المفيد أن تأخذ البنوك التقليدية زمام المبادرة وتتيح هذه العملات لعملائها”.

وإذا رغب المستثمر في شراء العملات الرقمية المشفرة، مثل البيتكوين وخلافه، فإنه غالبا ما يتم شراؤها من منصات تداول أجنبية، وبعد ذلك يتم نقلها إلى المحفظة الخاصة بالمستثمر، وهي نوع من المحافظ الرقمية. ويتعين على أصحاب المحفظة الرقمية الاحتفاظ بما يعرف باسم “المفتاح الخاص” في مكان آمن، ويتطلب الأمر بعض الوقت والمال لإنشاء وتهيئة المفتاح الخاص ولكن الأمر يبدو أسهل مع الوسطاء عبر الإنترنت.

مصدرالعرب اللندنية
المادة السابقةصندوق النقد الدولي يحذر من تفاقم المخاطر جراء جائحة الديون
المقالة القادمةأزمة الرغيف مستمرّة… ورفع الدعم “بعد 15 أيار”