يحدد الكثيرون اختيارتهم تجاه الوظيفة والعمل، من منظور الراتب فحسب، لذا تتراجع قيمة العمل بدوام جزئي لديهم، نظرا لأنه يبدو أقل من ناحية الراتب من العمل بدوام كامل، إلا أن المكاسب الأخرى التي يمكن تحقيقها عبر العمل لعدد ساعات أقل من اليوم تستحق الانتباه أيضا، لذا نوضح بعض منها في تلك الأسطر.
تطور أكثر سرعة
من الوارد أن يعتقد البعض بأن العمل بدوام جزئي هو إهدار للقدرات في مقابل القليل من الأموال، إلا أن الفائدة الحقيقية هنا تتمثل في إمكانية تطوير الإمكانات الخاصة بصورة أكثر سرعة، نظرا لقلة الضغط، ووجود متسع كاف من الوقت من أجل تعلم مهارات جديدة، إما من خلال متابعة كل جديد عبر شبكة الإنترنت أو بحضور الدورات التدريبية إن تطلب الأمر.
ممارسة نشاطات أخرى
بالرغم من أن العمل بدوام كامل، قد يتيح لك بعض ساعات الفراغ للقيام بنشاطات أخرى، إلا أن الأزمة تكمن هنا في أنه يستهلك النسبة الأغلب من الطاقة لهذا الغرض، الأمر الذي يتجنبه كل من يعمل بوظيفة بدوام جزئي، حيث يجد الوقت المناسب وكذلك الطاقة التي تساعده على ممارسة الرياضة، زيارة الأصدقاء، وربما القيام بأي من الهوايات المحببة بالنسبة له أيضا.
المرونة وعدم التوتر
ترتبط الأعمال التي تتطلب الالتزام لساعات طويلة، بزيادة فرص المعاناة من مشكلات نفسية، غالبا ما تؤدي إلى الإصابة بأمراض قلبية مخيفة، نتيجة للتوتر والقلق، على عكس ما يحدث عند الانضمام لبيئة عمل بدوام جزئي، حيث تقل المسؤولية بشكل تلقائي، فيما تظهر الفرص الأخرى للتطور والتي سبق وأن أشرنا إليها، والمتمثلة في إمكانية تعلم المهارات بشتى الطرق، لذا تتحسن الحالة النفسية وتتراجع مخاطر المعاناة من الاكتئاب وغيره من الأمراض المنتشرة.
التحكم في الوقت
يتطلب العمل بدوام كامل الالتزام لنحو 8 ساعات على الأقل يوميا، مضاف إليها ساعات أخرى من الاستعداد وارتداء الملابس والذهاب والعودة من مقر الوظيفة، لذا تتراجع فرص العامل في التحكم في وقته، الأمر لا يتم بنفس الطريقة في الوظائف الخاصة بالدوام الجزئي، إذ تسمح في كثير من الأحوال ببعض من المرونة فيما يخص مواعيد الحضور، مع إتاحة عدد أكبر من الساعات، يمكن للعامل استغلالها بالشكل الأمثل لتصبح لديه القدرة على التحكم في وقته تماما.