الغاز في طرابلس بـ “التقسيط”… لكل بيتين جرّة

في أقسى مشهد وصلت إليه العائلات في مدينة طرابلس، وبعدما تخلت عن اللحم والدجاج في مأكولاتها، اصبح تأمين جرة الغاز المنزلي بالتقسيط الشهري في الشمال، فقارورة الغاز التي كان المواطن يشتريها قبل أشهر بحدود الـ20 ألف ليرة لبنانية، أصبح سعرها اليوم يناهز الـ 300 ألف ليرة، أي ما يوازي مدخول كثر من أبناء المدينة لا سيما في المناطق الشعبية الفقيرة. وأمام أوضاع المواطنين والفئات الفقيرة المزرية، تؤمّن عائلات طرابلسية عدة قارورة الغاز المنزلي للطبخ بالتقسيط منذ أن ارتفعت أسعارها، لم تعد تلجأ إلى شركات ومحطات بيع المازوت بعد الإرتفاع الكبير في الأسعار، بل إلى محلات ودكاكين مجاورة تبيع قوارير الغاز، ويتم شراؤها إما بالتقسيط أو يتم تسجيلها على الدفتر مع الحسبة الشهرية أو الأسبوعية التي يكون متفقاً عليها مع صاحب الدكان.

هذه الظاهرة في مدينة طرابلس لم تتوقف فقط على قوارير الغاز التي تستعمل للطبخ، بل تعدّتها إلى القوارير المستخدمة في التدفئة؛ علماً أن الكثير من العائلات في طرابلس ومناطق الشمال، لم تؤمن هذه السنة غاز التدفئة نظراً إلى ارتفاع أسعاره.

لقد أصبح تأمين قارورة الغاز من أشد المصاعب، معاناة ما بعدها معاناة، وإذا ما اشتد الوضع أكثر وارتفعت أسعار الغاز أكثر، فقد يتوقف الناس عن شراء الغاز بالمطلق، وبالتالي لا أكل ولا تدفئة ولا شيء يذكر. وكلما اشتدت الظروف قساوة كلما اشتدت معاناتهم، فإلى متى سيستطيع الفقير ان يتحمّل؟

 

مصدرنداء الوطن - مايز عبيد
المادة السابقةأي “شقفة” أكل آل سلامة من جبنة الدين العام اللبناني؟
المقالة القادمةفياض: تعبئة سد المسيلحة تبدأ هذا الاسبوع