الغلاء يطاول وسيلة نقل الفقراء: «فان 4» بـ10 آلاف ليرة

يحظى الفان رقم 4 الشهير، بشعبيّة خاصّة واستثنائية لسكان بيروت وضواحيها على حدّ سواء. لكن الفان صاحب الجمهور الواسع من الطبقة الشعبية، رفع تسعيرته الأسبوع الفائت إلى 10 آلاف ليرة، وسط حزن وخيبة أمل كبيرة لدى ركّابه الكثُر، الذين يعتبرونه نموذجاً فريداً لأهميّة النقل العام المشترك، وتجربة يجب أن تُعمّم في كثير من المناطق.

يسلك الفان خطاً ثابتاً، انطلاقاً من حي الجامعة بالقرب من الجامعة اللبنانية في الحدث، ويقطع جزءاً من أتوستراد هادي نصر الله في الضاحية الجنوبية، مروراً بعدّة مناطق، أهمها الطيونة وبشارة الخوري، وصولاً إلى النقطة الأخيرة وهي منطقة الحمرا والخط ذهاباً وإياباً.

في السياق، يقول السائق صادق إرسلان لـ«الأخبار»، إن «الأيام التي وصلنا إليها صعبة على كافّة الصعد، بسبب التحديات الكثيرة والمتلاحقة، وأبرزها مشكلة تعبئة البنزين وساعات الانتظار الطويلة في الطوابير، حيث يضيع نهار كامل في انتظار الدور، وسط فوضى كبيرة تسيطر على معظم محطّات البنزين في كل المناطق اللبنانية».

كما يبرز تحدّي غلاء قطع الآليات وغيار الزيت، الذي يجب أن يتغيّر بشكل دوري لآليات النقل العام. فارتفاع أسعار القطع يُثقل كاهل السائق، بحسب إرسلان، لأن ورش التصليح تبيع القطع بالدولار، في حين أن مردود الفان هو بالليرة اللبنانية.

أما عن التسعيرة الجديدة التي تمّ إقرارها، فيقرّ إرسلان بأنها ثقيلة على المواطن، خاصة أن الرواتب في معظم المؤسسات ما زالت ثابتة.

بدورها تؤكّد ملاك، وهي من ركاب الفان رقم 4 منذ سنوات طويلة، أن التسعيرة مرتفعة، ولكن منطقية للسائق الذي يعاني «الأمرّين» في الحصول على البنزين، وفي تحصيل قوت يومه ومصاريفه.

وفي حال تفهّم الراكب سبب رفع التسعيرة، فإن ذلك لن يخفّف من المشقّة التي يسببها دفع 10 آلاف ذهاباً، وأخرى مجيئاً. فحسين مثلاً، كان يفضّل ركن سيارته والتنقل في الفان بسبب عدم قدرته على الانتظار في الطوابير، نظراً لعمله الصعب والدوام الطويل الملزم به. لكن معضلة رفع تسعيرة الفان رقم ٤ دفعة واحدة، من 4 آلاف إلى 10 آلاف، لم تكن أقل وطأة عليه.

مصدرجريدة الأخبار - زينب نعمة
المادة السابقةاعتصام لموظّفي الشركة المشغّلة لمحطة الحاويات في مرفأ بيروت
المقالة القادمةنقابة مستخدَمي الضمان: لوضع حدٍّ لاحتجاز رواتبنا