تخطط تركيا لتطوير شبكة نقل القطارات واستباق طريق الحرير الصينية، التي تربط بكين بأوروبا وبالعالم بالتركيز على استغلال طفرة نقل البضائع لإعادة طريق الحرير إلى الطريق المعاكس، ما يربط تركيا بآسيا الوسطى انطلاقا من أذربيجان مع تزايد رهانات تطوير الممرات الأوسطية لتسهيل انسيابية السلع.
ويرى خبراء أن تركيا تستهدف من هذه التحركات تبديد الشكوك حول عدم قدرتها على إحياء ممر النقل الواصل بين الشرق والغرب وإنشاء خط بري آمن وفعّال يربطها بدول القوقاز وآسيا الوسطى، لاسيما مع بدء الصين التركيز على هذا المشروع وحشدها لدعم دولي.
وأوضح الوزير أن النقل عبر خطوط السكك الحديدية أصبح أكثر أهمية وتأثيرا من أجل مواصلة التجارة في ظل انتشار جائحة كورونا، مشيرا إلى أن أهمية النقل عبر السكك الحديدية تزداد بالتدريج. وأن نقل البضائع بين تركيا وإيران ازداد عام 2020 بنسبة 60 في المئة مقارنة بعام 2019، وأن العبارات التي دخلت الخدمة مؤخرا عبر بحيرة وان (شرق) وفرت مزايا كبيرة لنقل البضائع.
وأضاف أنهم يواصلون العمل على رفع حجم نقل البضائع إلى إيران بنحو مليون طن، ولنقل البضائع عبر إيران إلى باكستان وأفغانستان والصين. وأشار قرة إسماعيل أوغلو، إلى أن تركيا نفذت عدة مشروعات مهمة بالتعاون مع الدول الشقيقة والصديقة، أبرزها خط السكة الحديد “باكو- تبليسي – قارص”.
وقال إن “الدول التي يمر بها الخط ستحقق أرباحا اقتصادية كبيرة من التجارة بين أوروبا والصين، التي يبلغ حجمها سنويا 710 مليارات دولار”. وأكد قرة إسماعيل أوغلو أن الحكومة ترغب في تحويل تركيا إلى دولة مركزية وقاعدة لوجستية في نقل البضائع عبر السكك الحديدية.
ويرى محللون أن تركيا تسعى إلى إعادة توجيه دفة هذا المشروع نحوها من أجل خلق واقع جديد في المنطقة يفتح الطريق أمام الحضور الاقتصادي التركي في القوقاز وآسيا الوسطى، في ما يمكن وصفه بطريق الحرير التركي المعاكس الذي ينطلق من أذربيجان المنطقة الثرية بالنفط والغاز باتجاه الصين، وليس من الصين نحو أوروبا مرورا بتركيا.
ويعتبر المشروع أحد أوائل المشاريع في إطار إنشاء الحزام الاقتصادي، وستقوم روسيا في البداية بمد خط للسكك الحديدية بين موسكو ومدينة قازان الروسية، كجزء من المشروع الذي يربط بين بكين وأوروبا. ولكن يبدو حسب مراقبين أن تركيا تريد استباق هذا المشروع من الاتجاه المعاكس.