مئات المليارات اقتطعت الشهر الماضي من جيوب العائلات لتأمين الحد الأدنى من الكهرباء. فمع سعر 1400 ليرة للكيلواط/ساعة بلغ متوسط ما تنفقه العائلة على إشتراك 5 أمبير ما بين 250 و300 ألف ليرة، فيما ارتفع الإشتراك المقطوع إلى ما بين 500 و600 ألف ليرة. الأرقام الخيالية المحتسبة على أساس 35 ألف ليرة لصفيحة المازوت و15 ألفاً لسعر صرف الدولار ستتضاعف هذا الشهر. حيث ان متوسط سعر صفيحة المازوت لن يتدنى في تموز عن 55 ألف ليرة، فيما سعر الدولار سيبقى بحدود 20 ألفاً أو حتى اكثر.
هذا الواقع سيفرض نفسه “ضيفاً” ثقيلاً على المواطنين وأصحاب المولدات على حد سواء. فكلفة الزيوت والصيانة والفلاتر التي ترتفع باضطراد والمترافقة مع انقطاع شبه كامل لكهرباء الدولة، ستدفع نحو تقليص ساعات التغذية، فيما المواطنون بدأوا جدياً العودة إلى الوسائل البدائية البديلة عن الإشتراكات. إذ إنه من المستحيل على 70 في المئة من العائلات التي تتقاضى أقل من 2.4 مليون ليرة أن تنفق بين 500 ألف ليرة ومليون ليرة على الإشتراك، في الوقت الذي “تكلّفها وجبة أساسية واحدة من الغذاء في اليوم نحو 71 ألف ليرة، أو ما يعادل 2 مليون و130 ألف ليرة”، بحسب “مرصد الأزمة”.
الأخطر من هذا كله أن الأزمة المفتوحة على احتمال وصول سعر الكيلواط/ساعة إلى 10 أو 20 أو حتى 30 ألف ليرة لا يوجد أي حل لها. فالحلول الشاملة تتطلب وجود دولة قادرة، والترقيع يزيد الأمور تعقيداً. وعليه سيشبك لبنان يده بيد سوريا وينضم رسمياً إلى حلف “الظلام والتعتيم الشامل”.