الكويت تتكفل بإعادة بناء صوامع قمح مرفأ بيروت

أعلنت الكويت عن استعدادها للتكفل بإعادة بناء صوامع قمح مرفأ بيروت، التي دمرها انفجار ضخم مطلع الشهر الجاري مما أثار المخاوف من نقص الغذاء في بلد يعاني بالفعل من انهيار مالي.

وبسبب تدمير الصومعة البالغة سعتها 120 ألف طن من القمح، تعين على المشترين أن يعتمدوا على مرافق تخزين خاصة أصغر لمشترياتهم من القمح مع عدم وجود احتياطيات حكومية يمكن التعويل عليها.

وقال السفير الكويتي لدى لبنان عبدالعال القناعي خلال تصريحات أدلى بها لإحدى الإذاعات اللبنانية إن بلاده “ستعيد بناء صوامع القمح في المرفأ”. وأضاف “ارتأينا أن أفضل طريقة وأنسب مجال للبدء بالمساعدات المادية، هو إعادة بناء الصوامع، التي توفر المخزون الاستراتيجي من القمح للشعب اللبناني”.

وأوضح أن الصوامع كانت قد بنيت أساسا في العام 1969 بقرض من الصندوق الكويتي للتنمية، وتتضمن 42 صومعة أسطوانية كل منها بقطر 8.5 أمتار وارتفاع 36 مترا.

وأشار القناعي أنه سيكون هناك مؤتمر دولي من خلال الأمم المتحدة لحصر قيمة الأضرار في بيروت وكيفية تدخل أو قيام الدول بتقديم ما يمكنها لإصلاح الأضرار سواء في المرفأ أو في بيروت. وذكر أن الكويت خصصت 41 مليون دولار لمساعدة لبنان، مضيفا أن الكويت لم تتأخر أبدا في دعم كل جهد دولي لمد يد العون للبنان.

وقال إن “الكويت أنشأت جسرا جويا بعد وقوع انفجار المرفأ وأن 18 طائرة نقلت حتى الآن نحو 800 طن من المساعدات التي ستتواصل للتخفيف من المحنة والكارثة التي ألمت بالشعب اللبناني”.

وأسفر انفجار الميناء عن مقتل 180 شخصا على الأقل وإصابة الآلاف وتدمير مساحات شاسعة من العاصمة اللبنانية، ما أجبر الحكومة على الاستقالة.

وحاول وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال راؤول نعمة طمأنة اللبنانيين بعد الانفجار قائلا إنه “لن تكون هناك أزمة دقيق (طحين) أو خبز في لبنان الذي يشتري معظم قمحه من الخارج”.

وأوضح نعمة أن احتياطيات الحبوب تكفي “لأقل من شهر”، مشيرا إلى أن “هناك حاجة لمخزون آمن من القمح يكفي 3 أشهر على الأقل في أي وقت”.

وأوضح المدير العام للوزارة محمد أبوحيدر، أن لبنان “ليس أمام أزمة طحين”، وتابع “لدينا 35 ألف طن من الطحين في المطاحن تكفي لمدة شهر، ولدينا 28 ألف طن في 4 بواخر وسننقلها إلى مرفأ طرابلس. وسنجري فحوصا في مختبرات للقمح لكي لا يتعرض أي مواطن للضرر”.

وكانت وكالة رويترز قد نقلت عن مسؤول بالأمم المتحدة ومسؤول موانئ وخبير حبوب إقليمي قوله في وقت سابق من الشهر إن “خطط إنشاء صومعة حبوب أخرى في طرابلس، ثاني أكبر ميناء في لبنان، تأجلت منذ سنوات بسبب نقص التمويل”.

وتدرس السلطات تحويل السفن والتخزين إلى ميناء طرابلس، الذي قال مديره أحمد تامر في وقت سابق إنه “من الممكن نقل القمح مباشرة إلى المخازن الواقعة على بعد كيلومترين تقريبا” من الميناء.

وتدفقت المساعدات الإنسانية على لبنان، لكن المانحين الأجانب أوضحوا أنهم لن يقدموا دعما اقتصاديا دون إصلاحات لمعالجة الفساد وسوء الإدارة المتجذرين.

وتبدي دول الخليج العربية، التي كانت ذات يوم داعما ماليا للبنان، تبرما خلال السنوات الأخيرة حيال الدور المتنامي لحزب الله المدعوم من إيران في إدارة شؤون الدولة.

مصدرالعرب اللندنية
المادة السابقةتوقعات بانتعاش التجارة العالمية مع إعادة فتح الاقتصادات الكبرى
المقالة القادمةالانهيار المتسارع لقيمة العملة يعقّد مهمة الحكومة السودانية