المازوت الايراني سيُوزع على كل المناطق اللبنانية

من المفترض أن تقوم صهاريج سورية بنقل المازوت من سوريا الى خزانات ومستودعات للمحروقات تم تجهيزها وتحضيرها في خزانات ومحطات متوقفة عن العمل في مناطق البقاع، وتعود الشحنة لمتمولين وتجار لبنانيين سيعمدون الى بيعها بسعر الكلفة وبأقل من السعر الرسمي. كان بعض من أصحاب المحطات غير المحظية من قبل الشركات قد أفرغوا محطاتهم وخزاناتهم استعدادا لإستقبال المازوت الإيراني الذي احدث انقساما سياسيا بين مؤيد ومعارض تمهيدا لتخزين المازوت قبل توزيعة على الأسواق والمناطق المحتاجة ظل الازمة الاقتصادية الخانقة.

وللغاية، أنجزت لجان متخصصة من حزب الله من روابط المناطق والقرى والمدن دراساتها الميدانية وحددت فيها حاجة السوق اللبنانية، لا سيما المستشفيات والافران والمصانع ومولدات الاشتراك والمزارعين، على أن تبدأ بالتوزيع والبيع بواسطة صهاريج لبنانية تقوم بنقل المادة الى جميع المناطق اللبنانية المحتاجة للمادة وفق الأولويات.

باخرة المازوت الأولى التي وصلت الى بانياس وبدأت بتفريغ حمولتها سيتبعها وصول باخرة ثانية وثالثة ورابعة من أجل سد حاجة لبنان من المشتقات النفطية. على الرغم من الانقسام الذي أحدثه استيراد النفط الإيراني بين الاوسط السياسية بين مؤيد ومعارض، الا ان وصول الباخرة شكل ارتياحا لدى معظم اللبنانيين الذين يأملون التخلص من طوابير الذل، وبهدف تأمين مادة المازوت المنزلي بالسعر الرسمي لسكان الجبال على أبواب فصل الشتاء.

شكل وصول الباخرة ارتياحاً في اوساط المزارعين وأصحاب المستشفيات والمصانع وأصحاب المولدات وهم من المستفيدين من شحنة الباخرة الأولى التي ستوزع وفق الحاجات الأساسية، فيما تشمل توزيعات البواخر اللاحقة بعد الأولى مازوت التدفئة الذي سيوزع على المنازل وفق قسائم وبطاقات تموينية وعلى المناطق الجبلية الباردة وبأسعار السوق. ولم تستثن الدراسات وعمليات المسح التي يقوم بها حزب الله الأراضي الزراعية في البقاع فقط، وإنما ستمتد الى كامل الأراضي اللبنانية في الشمال والبقاع والجبل والعاصمة وصولا إلى الضاحية، وستشمل التوزيعات أصحاب بساتين الشجار المثمرة التي تعتمد على الري.

رئيس نقابة الفلاحين والمزارعين في البقاع ابراهيم الترشيشي أكد ل»الديار» ان ما يهم المزارع اللبناني هو حماية مواسمه من التلف بسبب نقص مادة المازوت وصعوبة تأمينها من السوق السوداء بسبب الاحتكار، ونحن بحاجة لمادة المازوت من أين أتى، والمازوت الواصل الى لبنان يكسر الاحتكار، ويوفر المادة في الاسواق، ويضع حدأ لجشع التجار بما يجعلهم ملتزمين بتسعيرة الدولة، وقد لمسنا ذلك، وبدأ العرض الفعلي للمازوت من قبل التجار والمحتكرين منذ لحظة الإعلان عن المازوت الإيراني. أضاف الترشيشي للعلم والتأكيد، ان المزارع لم يشتر يوماً المازوت بالتسعيرة الرسمية، إنما اشتراه من أجل انقاذ مواسمه بسعر التهريب، وبكل بصراحة يمكننا أن نؤكد ان هناك ثلاثة استفادوا من السعر المدعوم وهم:

1 – المستورد

2 – الموزع

3- التاجر والمحتكر والمهرب

فيما المستهلك لم يستطع الاستفادة من اي ليتر بالسعر المدعوم ومعضم المزارعين دفعوا ثمن صفيحة المازوت ما بين 200 و220 الف ليرة لبنانية، رغم كل الاعتمادات والكميات التي تم استيرادها، ونستبشر خيراً بالمازوت الايراني الى لبنان لانه، لانه وبمجرد وصوله يكون قد كسر الاحتكار وجشع التجار، مما دفع المزارع الى الهروب من أرضه وتركها بورا، كما أصابت الكارثة أصحاب المستشفيات والفندق والمطاعم والقطاع الصناعي، وما من احد يكترث لحل هذه القطاعات.

 

مصدرجريدة الديار - حسين درويش
المادة السابقةكم سيبلغ السعر الجديد لسحب الدولار؟
المقالة القادمةحب الله التقى السفير الصيني وبحث معه مسار تطوّر العلاقات بين وزارة الصناعة والصين