المازوت يضرب السياحة: الحجوزات تتراجع

رغم انّ أحد أهداف خفض الدعم عن المحروقات من خلال احتساب ثمنها على دولار يساوي 3900 ليرة بدلاً من 1500، كان للاستفادة من الموسم السياحي ودعمه كونه يشكّل مصدرا مهما لإدخال العملات الصعبة، الا انه لم يتوفّر منها كميات تُشبع السوق، فالتقنين القاسي وتراجع ساعات التغذية الى حدودها الدنيا وشح المازوت شكّلت ضربة للقطاع انعكست تراجعاً في نسَب الحجوزات بعدما كانت شبه مكتملة.

يقول رئيس نقابة الشقق المفروشة زياد اللبان: كنّا نتوقع ان يكون الموسم السياحي هذا العام واعدا جدا، فالحركة حالياً جيدة بحيث لا تتخطى نسبة الحجوزات الـ 50 الى 60% لأننا نعاني ظروفا تشغيلية صعبة جدا تتمّثل خصوصاً بأزمة التقنين وشح المازوت وانقطاع المياه، كل هذه الأزمات انعكست سلباً على الحركة في القطاع، الى جانب تدهور الوضع الاقتصادي وازمة سعر الصرف وجائحة كورونا. وطالبَ اللبان الدولة بالعمل على توفير المازوت للمؤسسات السياحية على غرار المستشفيات والافران، كون هذا القطاع يُدخِل عملات صعبة الى البلد.

وأشار الى انّ شاغلي الشقق المفروشة اليوم هم في غالبيتهم من السياح العراقيين والمصريين واللبنانيين المغتربين الى دول الخليج وافريقيا، ونحن موجودون في كل المناطق اللبنانية ساحلا وجبلا، ويمكن القول انّ الحركة خجولة في مناطق الاصطياف مُقارنة مع الحركة في العاصمة. أما بالنسبة الى الأسعار، فيقول: نحن نقبض بالعملة التي يدفعها الزبون إما بالدولار او بالليرة وفق تسعيرة سعر الصرف.

أزمة المحروقات أثرت بدورها في قطاع استئجار السيارات، وفي السياق يقول رئيس نقابة أصحاب وكلاء تأجير السيارات محمد دقدوق: لقد عانينا كثيراً الشهر الماضي من النقص في مادة البنزين في السوق، فالزبون بات يشترط «تَفويل» السيارة بالبنزين قبل استئجارها، بما اضطرنا في الكثير من الأحيان الى شراء البنزين من السوق السوداء إرضاء للزبون، وما ان تفرغ السيارة من البنزين حتى يتخلى عنها الزبون ليستأجر أخرى فيها بنزين، ما اضطرّنا الى فرز اشخاص من المؤسسة يعملون فقط على الانتظار امام المحطات لتعبئة السيارة بالبنزين، وهذه الأزمة كبّدتنا الكثير من الخسائر.

وعن نسبة التشغيل قال دقدوق: منذ مطلع العام حتى نهاية شهر نيسان الحالي كانت النسبة 15%، أما اعتباراً من شهر أيار فنشطت الحركة كثيراً حتى وصلت الى حوالى 70%، لتعود وترتفع اعتباراً من شهر حزيران حتى اليوم الى ما بين 85% الى 90%. لكن حتى لو أظهرت الأرقام ارتفاعا ملحوظا في نسبة الاشغال فيجب الاخذ بالاعتبار تَناقص الاسطول 7000 سيارة مقارنة مع السنوات الماضية من 20 الفا الى 13 الفا. لذا، اذا قارناّ نسبة الاشغال الحالية بأسطول 20 الف سيارة فتكون النسبة متدنية. أما بالنسبة الى كلفة الاستئجار فقال: في مطلع العام كانت تؤجر السيارة التي تقدّر قيمتها التأجيرية بـ30 دولاراً بنحو 7 دولارات، اما مؤخراً فارتفعت لتبلغ نحو 85% من قيمتها التأجيرية بحيث بات ايجار السيارة حوالى 25 دولاراً يومياً بعدما كان 30 دولارا في العام 2019.

مصدرجريدة الجمهورية - إيفا أبي حيدر
المادة السابقةفتح منشأتي النفط في الزهراني وطرابلس استثنائيا اليوم ليتم تسليم مادة المازوت للمستشفيات
المقالة القادمةبين فوضى الاسعار وعجز الضمان المريض الفقير ممنوع من الاستشفاء حتى اشعار آخر!