أشار المدير العام لمؤسسة مياه لبنان الجنوبي وسيم ضاهر الى أن “المؤسسة تعاني كالعديد من مؤسسات الدولة من مشاكل في المياه والصرف الصحي وثقة الناس بالمؤسسة التي عليها مسؤولية”، داعيا الكل إلى تحمل مسؤولياته “عندئذ نستطيع ان نصل الى حلول أولية”، لافتاً الى ان “مؤسسة مياه لبنان الجنوبي استثمار لمصادر المياه، ونحن أخذنا المبادرة لمعالجة أزمة انقطاعها في كل المناطق، ومنذ استلامي لمهامي في المؤسسة بت مسؤولا عن معالجة هذه الازمة، اذ كانت المؤسسة تعاني مشاكل عدة نسعى لمعالجتها، ولكن الأمر ليس بكبسة زر. بدأنا بمعالجة البنى التحتية والأعطال المتراكمة من سنوات”.
أضاف ضاهر في كلمة ألقاها خلال مشاركته في لقاء حواري بعنوان “تعا نحكي عن نبع الطاسة”، في النبطية، في حضور المحامي جهاد جابر ممثلا النائب ياسين جابر، سعد الزين ممثلا النائب السابق عبداللطيف الزين، المسؤول السياسي ل”حركة الشعب” في الجنوب أسد غندور، الدكتور عباس وهبي ممثلا بلدية النبطية، رئيس بلدية النبطية الفوقا ياسر غندور، رئيس بلدية زوطر الشرقية وسيم اسماعيل وفاعليات: “موضوع تأمين المياه الى المواطنين في حاجة الى تنظيم وبنى تحتية وإلى الانتقال بالمؤسسة من الواقع الذي كانت فيه الى التطور العلمي والاستفادة من التقنيات الموجودة، وأود الاشارة هنا الى أن تأمين المياه يحتاج الى ثلاثة أمور، أولها المصادر والبنى التحتية كمحطات ضخ وخطوط نقل والاخيرة الشبكات، واذا استعرضنا واقعنا اليوم نجد ان هذه الامور الثلاثة غير متممة لبعضها إذ هناك الكثير من المشاكل، فمحطات الضخ لا تناسب مصدر المياه، وخطوط النقل ليست متماشية مع خطوط الضخ ولا التخزين والشبكات ايضا، وأول ما قمنا به هو عملية تقييم للموجود ومعرفة ما لدينا ومن ثم الانطلاق بمساعدة استشاريين، وحتى الآن أنجزنا نسبة كبيرة من البنى التحتية ووضعنا في كل منطقة او دائرة مشروعا او مشروعيين قيد الانجاز، سننجز عددا منهم في الصيف المقبل”.
ولفت الى أن “نبع الطاسة يغذي 50 قرية ومدينة وإمداداته تصل الى النبطية وإقليم التفاح وصيدا، فهو مصدر مهم للجنوب لكن الآبار التي حفرت حوله أدت إلى خفض كميات المياه التي تضخ منه، إضافة الى انخفاض حجم المتساقطات، ولكن هذا العام ارتفع عدد المتساقطات بشكل كبير ونأمل بألا نعاني من ازمة مياه”.
أضاف: “اعتمدنا تركيب العدادات لتحديد حجم استهلاك المشاركين أولا في بنت جبيل ثم في جزين، لكن تكلفة تركيب العدادات مرتفعة، فالعداد الواحد كلفته 200 دولار. سنركب العدادات من دون ان نرفع الرسم السنوي للاشتراك، ومن الآن حتى خمس سنوات، ستكون العدادات جاهزة في كل بلدات الجنوب”.
وتابع: “المشكلة ان هناك 70 الف مشترك فقط يدفعون اشتراكاتهم، ونحن نعتمد في ميزانيتنا على الجباية فقط. من هنا قمنا بزيادة مبلغ 50 الف ليرة للصرف الصحي بهدف خدمة الناس ومعالجة ازمة الصرف الصحي، ولكن بعد حملات الاعتراض، أرجأناها الى العام المقبل”.
وشدد على أن “مصادر المياه في الجنوب كافية، لكن المشكلة في حجم التعديات على الشبكات، فهناك هدر في استخدام المياه يفوق 60 في المئة، فضلا عن ان الشبكات مترهلة”.
وقال: “بالنسبة إلى النبطية، لدينا مشاريع عدة لتحسين خدمة المياه وحل أزمة انقطاعها. بدأنا بثلاثة مشاريع، الأول في زوطر من نبع علمان ويوفر المياه للجوار بسعة 10 آلاف متر مكعب سنويا والثاني في نبع غلة في العيشية لتغذية مدينة النبطية ب 40 الف متر مكعب سنويا، بالإضافة الى مشروع توسعة محطة نبع الطاسة. وهذه المشاريع الثلاثة من شأنها ان توفر خدمة المياه طوال السنة لمنطقة النبطية، وخلال فترة 3 الى 5 سنوات، نقضي على أزمة المياه في كل الجنوب”.
ولفت إلى أن “المياه الجوفية بشكل كامل ملوثة جرثوميا بسبب تسرب الصرف الصحي، وفي محطات الضخ نقوم بمعالجة المياه بمادة الكلور لكن قد تصل في منازل المشتركين ملوثة بسبب التعدي على الشبكات المترهلة اصلا، لذا ادعو البلديات الى التعاون في شأن الصرف الصحي”.