المصارف تُسابق إقرار “بروتوكول” حماية الحقوق وتُخرج أكبر قدر ممكن… عـ”السكت”

بين الشائعات عن صرف موظفين بالمئات من أحد البنوك، والتوقع بصرف بين 10 و15 ألف موظف، حقيقة واحدة: البنوك تطبخ عملية الصرف على نار خافتة. ولانضاج طبختها بهدوء ومن دون ضجة تبتعد عن الصرف الجماعي. بعضها يعمد إلى ترهيب المصروفين بعدم اللجوء إلى النقابات والإعلام، مقابل ترغيبهم بتعويض بالدولار يوضع بالحساب. والبعض الآخر يلجأ إلى العروض الرضائية الإختيارية كبنك ميد (البحر المتوسط) الذي قدّم عرضاً سقفه الأعلى 36 شهراً، يوضع في الحساب ويدفع بحسب سعر المنصة بحد أقصى 2000 دولار شهرياً، أي 7 ملايين و800 ألف ليرة. وقد قدّم عدد كبير، ممن رواتبهم قليلة أو أصبحوا قريبين من سن التقاعد، استقالاتهم اختيارياً لقبض التعويض والخروج من المصرف. فيما هناك بنوك تطرح تعويضاً يوازي 16 شهراً، و5 أشهر إضافية لمن تخطى 20 سنة خدمة.

وبنوك أخرى تعطي تعويضات زهيدة، إنما تضمن في المقابل دفع المساعدات المدرسية لمدة عامين. وهناك مصارف تطرح تعويضات هزيلة جداً، تتراوح بين 4 و6 أشهر. نتيجة لهذه العمليات صرف نحو 1580 موظفاً بين نهاية العام 2019 ولغاية اليوم، توزعوا على عدد قليل من المصارف الكبيرة والمتوسطة، لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة. ومع هذا، فان أعداد الموظفين الذين صرفوا لغاية اليوم، لا تُشكل 20 في المئة من إجمالي العدد الذي كان من المتوقع صرفه لغاية نهاية شباط من هذا العام، والمقدر بشكل جدي بنحو 8 آلاف موظف وموظفة. فهل هذا دليل خير؟ أم أنه الهدوء الذي يسبق العاصفة.

“كل يوم يمر من دون إيجاد الحل للأزمة النقدية يزيد خطر عدم حصول المودعين على أموالهم، وبالتالي على استمرارية عمال المصارف”، يقول رئيس اتحاد نقابات موظفي المصارف في لبنان جورج الحاج، و”من غير المستبعد أن نصحو يوماً ما على انهيار شامل يطيح بالودائع والموظفين على حد سواء.

أمام هذا الواقع المعاكس للمنطق يتركز العمل للمرحلة المقبلة بحسب الحاج على 5 نقاط رئيسية:

الأولى، تشكيل قوة ضغط LOBBYING لإقرار تعديل المادة 4 من قانون الدمج في حال تمّ عرضه على الهيئة العامة في المجلس النيابي.

الثانية، إقرار مشروع إتفاق التعويضات الذي طرحناه وعممناه على إدارات المصارف، وإجبارها على احترامه والعمل وفقاً لبنوده. وهذا يتطلب تبنّيه من مجلس إدارة جمعية المصارف، مثلما يتبنى عقد العمل الجماعي، وتتمّ الموافقة عليه من قبل هيئة الجمعية العامة. ذلك لان جمعية المصارف لا تملك سلطة إلزام البنوك، بل فقط رفع التوصية.

الثالثة، تطبيق بروتوكول الصرف في حال كان الصرف إفرادياً أو جماعياً.

رابعاً، إلزام المصارف تطبيق المادة 50 الفقرة (و) من قانون العمل، لجهة إبلاغ الوزارة عن عدد المصروفين وأسباب الصرف، وجلوس جميع الأطراف المعنية حول طاولة واحدة للتفاوض على التعويضات.

خامساً، تنظيم مجموعة من التحركات للضغط على المصارف للإلتزام بتطبيق القانون، وعدم الإستنسابية في صرف الموظفين.

هناك مصارف يشاع أنها ستخرج من السوق كلياً، وهناك مصارف لا تنوي الإبقاء على أكثر من مركز رئيسي وفرع أو فرعين، نظراً لتراجع كل الاعمال المصرفية وتقلص العمليات واقتصارها على السحوبات”. فتعويضات الكثير من الموظفين المصروفين بعد 20 سنة من العمل لا تتجاوز 25 ألف دولار، وحتى إن دفعت على سعر المنصة لن تتجاوز 100 مليون ليرة، أي 8 آلاف دولار بأسعار اليوم. وهو رقم لا يمكّن صاحبه من فتح أي مشروع أو الصمود لاكثر من سنة في ظل هذه الظروف.

مصدرنداء الوطن - خالد أبو شقرا
المادة السابقةالسعودية تتوقع توفير 200 مليار دولار من خطة إصلاح الطاقة
المقالة القادمةشركة “دانة غاز” تلغي صفقة بيع أصولها في مصر