المصارف وضعت حوالي 100 مليار دولار في مصرف لبنان بأيلول 2019… أين تبخّرت؟

يعتبر ​مصرف لبنان​، بالنسبة للدولة اللبنانية، “لغزاً” لا يُمكن حلّه بسهولة، ووحده حاكم مصرف لبنان من يملك مفاتيح أسراره لناحية الموجودات، الاحتياطي، الذهب، الهندسات المالية وغيرها… وحتى الساعة لا أحد يستطيع أن يحدد من المسؤول عن الوضع الذي وصلنا اليه، ببساطة لأن المسؤول عن مالية الدولة هو المصرف المركزي فقط.

قبل حصول الأزمة في العام 2019، كانت الأرقام المتداولة تفيد بأن موجودات “المركزي” تفوق الـ100 مليار دولار، فجأة بدأت تنهار الليرة، ولكن ما لا يعرفه كثيرون أن إنهيار العملة الوطنيّة يختلف تماماً عن إنهيار المصارف.

في أيلول من العام 2019، وضعت البنوك قرابة 100 مليار دولار في مصرف لبنان. هذه الأرقام بحسب دراسة أجراها الدكتور في الاقتصاد والذي عمل مستشاراً ل​صندوق النقد الدولي​ في وقت سابق توفيق كاسبار في Konrad-Adenauer-Stiftung، الّذي تحدث عن أمور حصلت مع المصرف المذكور ولا أحد يستطيع فهمها…

يؤكّد كاسبار، في الدراسة، أن أكثر من 5 مليارات دولار أُخذت من مصرف لبنان الى الخارج وتم التحويل الى مساهمي المصارف ب​الدولار​ حتّى داخل البلد، وهنا الفضيحة الاكبر لأنها لم تتحول الى حسابات المصارف بل ذهبت الى جيوب المساهمين وبالعملة الخضراء، في حين أنها كان يجب أن تذهب الى البنوك لتغطية النقص بالدولار.

السؤال لماذا تضع المصارف مثل هذا المبلغ في “المركزي” وهي تعرف وضعه؟، لأنه وبحسب كاسبار “ببساطة إذا وضعتها خارج البلاد فإنها لن تحصل على أكثر من 0.6% فائدة، بينما مصرف لبنان كان يعطيها فائدة تصل إحيانا إلى 12%”.

السؤال الأهمّ اليوم لماذا إنهارت المصارف ومن المسؤول؟ والأموال التي أخذها مصرف لبنان أين ذهبت؟ هذا الأمر لا يزال حتى الساعة “لغزاً” يعرفه ​رياض سلامة​ وحده، بحسب ما يؤكد توفيق كاسبار لـ”النشرة”، كاشفًا أننا “أكملنا البحث ووجدنا أنه لا يزال هناك من المئة مليار دولار 51 مليارا تبخّرت وهي لا تزال غير واضحة كيف اختفت! وإذا إعتبرنا أنه تم استخدام أموال من 51 لدعم ميزان المدفوعات يتبقى هناك 38 مليار دولار لم نستطع كيف اختفت”؟.

عملياً هناك 38 مليار دولار غير مفهوم ماذا حلّ بها! هنا يعود كاسبار ليقول “برأيي هذه أموال أصحاب المصارف، حولوها إلى حساباتهم في الخارج، وهذا الأمر يستدعي البحث فيه معمقاً”.

يوماً بعد آخر يزداد اللغز حول ما يدور في المصرف المركزي، ولكن السؤال الأهم اليوم هو لماذا لا يستدعي ​مجلس النواب​، الذي يدرس ​الموازنة​ وغيرها وهو مسؤول عن إنتظام العمل التشريعي في البلد، حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ويسأله عن كيفيّة تبخّر الأموال (100 مليار دولار) التي وضعتها المصارف لديه في أيلول 2019، قبل أن “يطفش ويتبخّر اللبنانيون من البلد، ولا يبقى للمسؤولين ما يسرقونه من جيوبهم؟!.

مصدرالنشرة - باسكال أبو نادر
المادة السابقةإقرار موازنة “الانتحار الجماعي”: لا إصلاحات ولا صندوق نقد
المقالة القادمةالمصارف فتحت أبوابها: ما هي الشروط وهل من تداعيات للإقفال على الإقتصاد والناس؟