المغتربون آخر محركات الاقتصاد: شتاء سياحي واعد

يستعد لبنان لموسم سياحي ناجح إلى حد كبير خلال فترة عيدي الميلاد ورأس السنة، وهو ما ترجمته حجوزات تذاكر السفر على منصات الطيران، سواء اللبنانية أو العربية، إذ بدأت تنفد تذاكر السفر للدرجة الاقتصادية، حسب جولة قامنا بها على مواقع حجز الطيران.

أسعار مقبولة

تصف ماريان ديب (مقيمة في الكويت) أسعار التذاكر بـ”التشجيعية” مقارنة مع ما وصلت إليه الأسعار خلال فصل الصيف. تؤكد لـ”المدن” أنها قررت حجز تذاكر لقضاء عطلة عيدي الميلاد ورأس السنة في لبنان، خصوصاً إنها لم تتمكن من قضاء عطلة الصيف في لبنان.

يستفيد المغتربون من طول فترة العطلة الشتوية، والتي تبدأ في معظم دول الخليج من العاشر من كانون الأول وحتى الأول من كانون الثاني. وهي فترة جيدة للمجيء إلى لبنان، حسب ديب.

بالإضافة إلى طول فترة الأعياد، فإن الأسعار لعبت أيضاً دوراً في جذب السياح. فعلى سبيل، تصل تكلفة تذكرة ذهاب وعودة من المملكة العربية السعودية إلى بيروت خلال شهر كانون الأول إلى 370 دولاراً، وترتفع في حال كانت الوجهة من دولة قطر، حيث تصل إلى 470 دولاراً. والأمر نفسه تقريباً بالنسبة إلى تذاكر السفر من دولة الإمارات إلى لبنان، وهذه الأسعار بالمجمل مقبولة بعدما تخطت في فصل الصيف حاجز 700 دولار.

إقبال جيد

يقدر أمين عام اتحادات النقابات السياحية، جان بيروتي، أن يشهد الموسم الشتوي المقبل إقبالاً جيداً، مستكملاً بذلك ما شهدته خلال موسم الصيف الماضي. وحسب بيروتي، “يستفيد العديد من الزوار من الأسعار المقدمة بالليرة اللبنانية، وهي منافسة جداً للأسعار التي تقدمها باقي دول المنطقة”. ويقول: “بعد الانتهاء من موجة فيروس كورونا، ورفع جميع الدول تقريباً الإجراءات المشددة، بدأت الحركة السياحية عالمياً تنشط. وهو ما قد ينعكس إيجاباً على لبنان”.

يبقى الوضع السياسي يشكل التحدي الأكبر أمام قطاع السياحة في لبنان، حسب بيروتي، الذي يأمل بأن يشهد العام المقبل انفراجات على كافة المستويات.

حجوزات جيدة

من جهته، يتوقع رئيس نقابة مكاتب السياحة والسفر، جان عبود، أن تتخطى نسبة حجوزات الطيران في الفترة المقبلة، حاجز 90 أو حتى 100 في المئة. يقول عبود لـ”المدن”: حسب الأرقام الحالية، فقد فاقت نسبة الحجوزات 85 في المئة، على الرغم من أن الموسم الشتوي لم يبدأ بعد في لبنان. ويرجح عبود، بأن ترتفع نسبة الحجوزات إلى لبنان بعد انتهاء فعاليات كأس العالم. ما يشير إلى إمكانية أن يشهد لبنان موسماً سياحياً جيداً مقارنة مع السنوات الماضية.

حسب عبود، لايزال غياب السائح الخليجي يؤثر بطبيعة الحال على الإيرادات المالية لقطاع السياحة في لبنان، إذ أن الغالبية العظمى من الزوار ستكون من المغتربين وبعض الجنسيات العربية الأخرى، على غرار المصريين، الأردنيين، بالإضافة إلى العراقيين.

مطاعم ومقاهي

يستفيد قطاع المطاعم والملاهي بشكل رئيسي من هذا الإقبال السياحي. وحسب وليد العاموري، خبير في قطاع السياحة والضيافة، من المرجح أن يشهد موسم السياحة الشتوي إقبالاً جيداً، خصوصاً ليلة رأس السنة. يقول “على الرغم من غياب الحفلات الفنية الضخمة التي كانت تميز لبنان في السابق، لكن ذلك لا ينفي إمكانية أن تشهد المطاعم والملاهي إقبالاً من المغتربين اللبنانيين وبعض السياح”. ويعتبر أن هذا الإقبال سيكون له تأثيرات مهمة على القطاع، الذي تكبد خلال السنوات الماضية خسائر كبيرة بسبب الوضعين السياسي والاقتصادي.

وللفنادق حصة أيضاً؟

ارتفاع الحجوزات، قد لا ينعكس إيجاباً وبشكل مباشر على قطاع الفنادق، على اعتبار أن معظم الزوار يقضون فترة الأعياد مع الأهل، فيما يفضل السياح العرب، المصريون والعراقيون تحديداً، تمضية العيد في شقق فندقية أو شقق مفروشة. ورغم ذلك، يأمل نقيب أصحاب الفنادق في لبنان، بيار الاشقر، أن تتغير المعادلة خلال عيد رأس السنة. يقول لـ”المدن”: حتى الأن، لم تظهر الأرقام ارتفاعاً في نسبة حجوزات الفنادق، إذ عادة ما يقضي المغترب اللبناني عطلة العيد في أجواء عائلية، وبالتالي فمن غير المرجح أن تشهد الحجوزات الفندقية في العاصمة إقبالاً لافتاً. وعلى النقيض من ذلك، يتوقع الأشقر أن تكون حجوزات الفنادق في المناطق الريفية مرتفعة مقارنة مع العاصمة.

مصدرالمدن - بلقيس عبد الرضا
المادة السابقةزوبعة تعاميم ضريبيّة تضرب العقارات والإرث والعقود وغيرها
المقالة القادمةهيركات على «الدولار البلدي» من 73 إلى 50%