سجلت أسعار الذهب ارتفاعاً حاداً، امس الاثنين، متجاوزة حاجز 3400 دولار أميركي للأونصة، لتحقق مستوى قياسياً جديداً، مدفوعة بضعف الدولار الأميركي وتصاعد حالة عدم اليقين بشأن التأثيرات الاقتصادية للتوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، ما زاد من الإقبال على السبائك باعتبارها ملاذاً آمناً.
وارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 2.6 في المائة ليصل إلى 3414.91 دولار للأونصة في الساعة 13:26 (بتوقيت غرينتش)، بعد أن سجل في وقت سابق من الجلسة أعلى مستوى له على الإطلاق عند 3424.25 دولار.
وقفزت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة أيضاً بنسبة 2.9 في المائة إلى 3424.50 دولار للأوقية، وفق «رويترز».
وجاء هذا الصعود في ظل تراجع الدولار الأميركي، مع تضرر ثقة المستثمرين بالاقتصاد الأميركي مجدداً بعد تصريحات أدلى بها الرئيس دونالد ترمب انتقد فيها رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول. ويؤدي ضعف الدولار عادة إلى زيادة جاذبية الذهب لحاملي العملات الأخرى.
وعلى صعيد التوترات التجارية، اتهمت الصين الولايات المتحدة بإساءة استخدام الرسوم الجمركية، محذرة الدول الأخرى من الدخول في صفقات اقتصادية موسعة مع واشنطن على حساب مصالحها.
وقال ديفيد ميغر، مدير تداول المعادن في «هاي ريدج فيوتشرز»: «مع استمرار تصاعد التوترات بشأن الرسوم الجمركية، نشهد دعماً متواصلاً لأسعار الذهب بوصفه ملاذاً آمناً. ورغم أننا قد نشهد بعض فترات التراجع وجني الأرباح، فإن الاتجاه العام لا يزال يتجه بشكل جانبي نحو الصعود».
الذهب، المعروف بسيولته العالية واعتباره وسيلة تحوط ضد تقلبات الأسواق، حقق منذ بداية عام 2025 مكاسب تجاوزت 700 دولار. وقد كسر حاجز 3300 دولار الأسبوع الماضي، وواصل زخمه القوي ليقفز 100 دولار إضافية خلال بضعة أيام.
من جانبه، قال جيم ويكوف، كبير المحللين في «كيتكو ميتالز»: هذه التحركات اليومية الكبيرة في أسعار الذهب تشير إلى أن السوق الصاعدة تقترب من ذروتها، وربما تكون هذه الذروة وشيكة من حيث التوقيت، أكثر منها من حيث السعر».
أمّا بالنسبة لبقية المعادن الثمينة، فقد ارتفعت الفضة الفورية بنسبة 0.8 في المائة لتصل إلى 32.87 دولار للأوقية، في حين انخفض البلاتين بنسبة 0.6 في المائة إلى 961.63 دولار، وتراجع البلاديوم بنسبة 3 في المائة إلى 933.02 دولار.
