الانظار في بيروت اليوم باتجاهين: مشروع الموازنة الذي سيكون على طاولة مجلس الوزراء غدا مصحوبا باعتصامات للمتقاعدين العسكريين المرتابين بمضامينه، ومثلهم النقابات العمالية القائم بعد غد بمناسبة الاول من مايو (عيد العمال)، وتاليا المواجهة الساخنة بين رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وحزب الله على خلفية اتهام جنبلاط للحزب بالسعي لمحاصرته سياسيا، ومن ثم الرد على ذلك بنفيه لبنانية مزارع شبعا، التي تحتلها اسرائيل، ومن ثم اسقاطها كمبرر لوجود السلاح بيد حزب الله في لبنان تحت شعار مقاومة الاحتلال.
البطريرك الماروني بشارة الراعي دعا في قداس الاحد من بكركي الحكومة ومجلس النواب الى الاسراع في اقرار الموازنة وضبط ابواب الهدر ولململة اموال الدولة من المرافئ والمرافق والاملاك البحرية والتقشف في الانفاق والاسفار، وحث الحكومة على خفض عجز الموازنة، ومجلس النواب على تعديل القوانين تشجيعا للاستثمار.
بدوره، سأل متروبوليت بيروت للروم الارثوذكس المطران إلياس عودة في قداس الفصح امس: من هم الفاسدون؟ لافتا الى غياب مفاهيم الدولة والسلطة والقانون، حيث اصبح الفساد قاعدة والهدر مسموحا، ودعا عودة الى التخلي عن المناكفات والانصراف الى العمل وتفعيل اجهزة الرقابة ومحاسبة كل من يعتدي على المال العام، وقال: المطلوب انتفاضة حقيقية على كل الالاعيب والاكاذيب، والوصول الى اصلاح سياسي واداري يمنع تمادي الانحطاط الاخلاقي والسياسي، ودعا الى تطهير الجسم القضائي.
عودة طالب ايضا بإعلان حالة طوارئ اقتصادية في لبنان واعادة كل قرش مسروق الى صندوق الدولة والتشهير بمن يتهرب من دفع الضرائب.
اما شرارة المواجهة بين جنبلاط وحزب الله فهي مستمرة في التفاعل.
حيث قال جنبلاط في تغزيدة اثناء حوار 2006 الذي دعا اليه الرئيس نبيه بري، اجمعنا على اتخاذ اجراءات تثبت لبنانية مزارع شبعا، وفق الاصول المعتمدة والمقبولة من الامم المتحدة، لكن ذلك لم يحصل، اذ رفضت الحكومة السورية اعطاء لبنان الاوراق الثبوتية حول لبنانية المزارع المحتلة، ما ابقى المسألة مبهمة حتى هذه اللحظة، لكننا ربحنا في المقابل سفارة (التبادل الديبلوماسي بين البلدين لاول مرة)، وختم بالقول: هل هذا التذكير التاريخي كاف ام انه ممنوع التفكير والتذكير؟ على اي حال خذوا راحتكم بالتحليل والتخوين، سنكمل المسيرة بهدوء ونترك لكم منابر القدح والذم.
وردت قناة «الجديد» القريبة من حزب الله بالقول: أكانت المزارع سورية او لبنانية، فإنها اراض محتلة.
وقالت مصادر قريبة من التقدمي الاشتراكي ان هناك من وضع لبنان في ممر الفيلة.
من جهته، علق السفير الروسي في بيروت ألكسندر زاسبكين على قول جنبلاط بأن الرئيس السوري بشار الاسد بعث برسالة الى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو عام 2012 يؤكد فيها ان دويلة علوية في سورية لن تكون ضد اسرائيل نقلا عن ديبلوماسي روسي، بقول: لا علم لي بهذا الامر، واضاف: ان روسيا ومنذ بداية الازمة السورية تعتبر الاسد زعيما للشعب السوري.
من ناحيته، رأى الرئيس السابق ميشال سليمان ان لبنان مازال معلقا بين الدولة والدويلة، بين مصالح الداخل والخارج، وبين الجولان وصفقة القرن ومزارع شبعا، وكتب عبر تويتر: يا رب ارحم.