تسير حركة السياحة والسفر في لبنان عكس التيار، إذ رغم التهديدات الاسرائيلية، والحرب الدائرة جنوباً التي ازدادت حماوتها مؤخراً، ورغم الانهيار المالي والاقتصادي، فإن أجواء الموسم السياحي الذي ينطلق باكراً هذا العام يبدو واعداً وبالاتجاهين من لبنان وإليه.
قرّب عيد الاضحى الذي يصادف في منتصف الشهر الحالي من انطلاق الموسم السياحي في لبنان، اذ تشير الوقائع الى انه انطلق بالفعل حتى قبل اعلان وزير السياحة عن ذلك رسمياً، بدليل بدء تسيير رحلات الشارتر من لبنان والتي تتركّز وجهتها الرئيسية الى كل من شرم الشيخ وانطاليا في تركيا بحيث يستفيد المسافرون من أسعار تذاكر لا تزال تعد مقبولة اذا ما قورِنت بموسم الذروة التي يبدأ اعتبارا من مطلع تموز ويستمر حتى منتصف ايلول.
«المشهد في المطار شبيه بموسم الذروة، حيث الحجوزات مرتفعة والزحمة بدأت وعدد الرحلات من لبنان واليه مقبولة»، هكذا وصفَ الوضع نائب رئيس نقابة أصحاب مكاتب السياحة والسفر نبيل مرواني لـ«الجمهورية»، لافتاً الى انّ اشتعال جبهة الجنوب والتهديدات الاسرائيلية دفعت بغالبية القادمين الى لبنان الى تأخير مجيئهم او التروي بشراء التذاكر، لكن ورغم ذلك يمكن القول ان هناك حركة من لبنان وإليه.
تابع: نحن لا ننكر انّ هناك مشكلة سياحية نتيجة الحرب في الجنوب وانعكاسها على الوضع القائم، ولكن التهويل لا يجوز ولا شك اننا بحاجة الى رعاية الدولة التي يجب عليها ان تتحضّر لاستقبال الموسم السياحي ولو بالحد الادنى، وليس كل خطوة مطلوبة تحتاج الى ميزانية، فعلى سبيل المثال المطار يحتاج الى ادارة جيدة لتسيير امور القادمين وتسهيلها.
الموسم انطلق باكراً
وأكد مرواني انّ الموسم السياحي انطلق باكراً هذا العام، وقد بدأ بزخم لا بأس به، حتى انه من الملاحظ انّ اللبنانيين ما عادوا يلتزمون بفرص الاعياد والعطل للسفر، بحيث ان بعض الاسفار باتت تقتصر على عطلة نهاية الاسبوع اي ليومين او ثلاثة. ووصف مرواني حركة الحجوزات بالناشطة وهي تتوزع على مدار العام، وراهناً تتركز على موسم الصيف.
تابع: في المقابل، ورغم الاوضاع الامنية المتدهورة جنوباً، من الملاحظ انّ هناك مجموعات سياحية من مختلف الجنسيات لا تزال تقصد لبنان، ويحتل القادمون من العراق الصدارة، ويأتي بعدهم الاردنيون والمصريون وغالبيتهم يقصدون لبنان بشكل منتظم. كما لاحظنا قدوم مجموعات سياحية من الشرق الاقصى ومن افغانستان وباكستان.
وجهة اللبنانيين الى الخارج
أمّا عن سفر اللبنانيين الى الخارج، فقال مرواني: انّ الحركة السياحية واضحة، وتتركز وجهة سفرهم على شرم الشيخ وانطاليا وألانيا وبودروم، لافتاً الى انّ هناك راهناً عدداً لا يُستهان به من طائرات التشارتر في مطار بيروت، لا يقل عددها عن الخمسة يومياً، ما يعني انّ الحركة ممتازة.
ورداً على سؤال عن هذا التناقض ما بين الانهيار الاقتصادي والمالي وارتفاع وتيرة اسفار اللبنانيين، قال مرواني: تبيّن لنا انّ الوضع المالي للبنانيين عموماً جيّد، فالاموال متوفرة في كل مكان ما عدا عند الدولة. تابع: انّ غالبية اللبنانيين يعملون في الخارج او مع شركات اجنبية وفي كلا الحالتين يُدخلون الفريش الى البلد، الى جانب اموال المغتربين، فإذا كان عدد اللبنانيين المقيمين 5 ملايين نسمة يقابلهم على الاقل 5 ملايين لبناني يرسل لهم الاموال، فإنّ هذا العامل أبقى البلد «واقفاً على رجليه». واكد ان القطاع السياحي من سنوات عدة حتى اليوم لا يزال الاكثر انتاجاً وحماية للاقتصاد الوطني، وهو الاكثر ايراداً للعملات الصعبة الى البلد.
وختاماً، نَبّه اللبناني من عمليات الاحتيال التي تحصل عبر الانترنت المتعلقة بشراء تذاكر سفر، والتي غالباً ما تبيّن انها مزيفة. لذا، دعا مرواني المواطنين الى التأكد من ان الشركة التي يتعاملون معها مرخّصة من قبل النقابة وذلك حفاظاً على حقوقهم.