الموعد مع العتمة يقترب والدولة نائمة

صحيح انّ اللبناني اعتاد العتمة واشتداد ساعات التقنين التي تعود لتنفرج بعد حوالى 10 الى 15 يوماً، الا ان الوضع هذه المرة يختلف. الاموال لشراء الفيول غير مؤمّنة والمازوت للمولدات الكهربائية الخاصة غير متوفر أيضا، يضاف اليهما إطفاء البواخر التركية لمولداتها وهي كانت تؤمّن نحو 370 ميغاوات من الكهرباء أي ما يعادل ربع الامدادات الحالية للبلاد.

يبدو جلياً ان الوضع يتجه نحو كارثة إنسانية واقتصادية محتومة، لكن الأسوأ ان الكل يعلم اننا امام مشكلة ويعلم بمواعيد إطفاء معامل الكهرباء تباعاً الا ان أي خلية عمل او أي استنفار لدى المعنيين لم ير النور بعد لتأمين البديل، خصوصاً انه بتوقّف باخرتَي «اورهان بيه» و«فاطمة غول» عن العمل تدنّى انتاج الطاقة الكهربائية من 1250 ميغاوات الى نحو 950 ميغاوات بما يؤمّن حوالى 4 ساعات تغذية يومياً.

في ظل هذا الواقع المأساوي يبدو ان الرهان الوحيد اليوم هو على أصحاب المولدات لتأمين النقص في التغذية، فهل في إمكانهم تأمين تغطية 24/24 عندما تطفأ المعامل بالكامل؟

يجزم رئيس تجمع أصحاب المولدات عبده سعادة لـ«لجمهورية» ان لا قدرة لأصحاب المولدات على تأمين الكهرباء 24/24، فنحن موجودون لتغطية عجز الدولة إنما لا يمكننا ان نحلّ مكانها عدا عن انه لا يمكن تقنياً لمولداتنا ان تعمل بشكل متواصل.

وكانت البواخر التركية قد أقدمت صباح الجمعة الفائت على وقف كافة المولدات العكسية لديها في معملي الذوق والجية، ما أدّى إلى انخفاض القدرات الإنتاجية الإجمالية المتوفرة على الشبكة الكهربائية اللبنانية بحوالى 240 ميغاواط. وأعلنت مؤسسة كهرباء لبنان في بيان انها عملت على تشغيل بعض المجموعات الإنتاجية في معملي المحركات العكسية في الذوق والجية ورفع قدرة معمل الذوق القديم ووضع مجموعة إنتاجية في معمل صور الحراري ما سيوفر 130 ميغاواط إضافية على الشبكة وذلك تعويضا عن جزء من النقص الحاصل جرّاء توقيف البواخر التركية لكافة مجموعاتها الإنتاجية». كما أضافت المؤسسة أنها اضطرت إلى اتخاذ إجراءات إحترازية من خلال تخفيض قدراتها الإنتاجية في كافة معامل الإنتاج بما يتناسب مع مخزون المحروقات المتوفر لديها ومن أجل الحفاظ على التغذية الكهربائية لأطول فترة ممكنة.

من جهتها عَزت شركة كارباورشيب التركية خطوتها هذه الى متأخرات السداد وبعد تهديد قانوني لمحطتيها في لبنان. وقد أبلغت الشركة الحكومة اللبنانية الأسبوع الماضي أنها ستضطر الى اتخاذ هذه الخطوة إذا لم تكن هناك تحركات للتوصل إلى تسوية.

مصدرجريدة الجمهورية - إيفا أبي حيدر
المادة السابقةكيف سيتمّ تحديد سعر الدولار عبر المنصّة؟
المقالة القادمةبيان “المركزي” بين الإحراج والإخراج.. ماذا لو طّبق منذ عام!