يترقّب المواطنون مفاعيل الاتفاق النفطي الراهن، وكلّهم أمل أن ينعكس على حياتهم الاقتصادية في القريب العاجل، فالغاز المرتقب سينتشلهم من جحيم الأزمة التي خلفت دماراً صحياً واقتصادياً واجتماعياً وخدماتياً…
راح الناس يحلّلون أبعاد الاتفاق، وعيونهم على أسعار السلع، ومنها المغشوش والمضروب وتغزو الأسواق من دون رقابة ولا حتى محاسبة، ما يوقعهم في خسائر، فيما أصحاب المتاجر والسوبرماركت يتبرّأون منها.
لم يصدق علي هول ما شاهد، جبن متعفّن ومضروب يغزو السوبرماركت الكبير، واسمه معروف جداً، كان يتأكد من سلامة الجبنة قبل شرائها ففتح العلبة ليجدها مضروبة، ظنّ أنها عابرة غير أنه صعق بأن كل العلب المعروضة على رفوف السوبرماركت الكبير، مضروبة وتالفة، ما دفعه للصراخ «شو عم بتبيعونا سموم حتى تقتلونا، بدكن تحققوا أرباح على حساب صحتنا؟». ليتبيّن لاحقاً أن هناك بضائع مضروبة كثيرة تغزو السوق وتعرّض صحّة الناس للخطر، وهذا ما أكدته تاليا لافتة الى أنها اشترت جبنة «منزوعة» من السوبرماركت وتكرّر الأمر معها أكثر من مرة غير أنها لم تراجع السوبرماركت على الإطلاق، وهو ما أكدت أنه «الغلط الأكبر، لأن التجار يبيعوننا السلع المخزّنة والمجهولة المصدر بأسعار مرتفعة ونحن نأكل السموم».
حكماً تتحمّل وزارة الاقتصاد المسؤولية الكبرى لأنها هي من تراقب البضائع المستوردة، وتكشف عليها، غير أنه يتضح أن «السوق فلتان» وكل تاجر «فاتح ع حسابو» ويتاجر بالناس، وهو أمر يحتاج إلى ضبط ومعالجة سريعة.
يراهن المواطن كثيراً على تبدّل أحواله بعد اتفاق ترسيم الحدود واستخراج النفط، وأكثر ما يهمّه تحسّن الوضع الاقتصادي، لأن النفط الركيزة الكبرى لخروجه من وبائه الاقتصادي.
احتلّ ملف الترسيم حيّزاً واسعاً من اهتمام الناس، على عكس اهتمامهم بانتخاب رئيس الجمهورية، فالأخير برأيهم لن يبدل مشهد دمار الوضع الاقتصادي، أما النفط فهو الخلاص.
مرَّ زمن طويل لم يواكب الحاج ابو مرعي مجريات الأحداث الداخلية، باتت بنظره «مصطنعة وتحيك الخراب»، غير أن ملف النفط والغاز شغله، فوصوله الى خواتيمه جاء على وقع ارتفاع أسعار المحروقات والغاز وقد قفز الأخير بشكل كبير، وكان مدار بحث ونقاش بين كثر ممن يعتمدونه وسيلة للتدفئة. يقر أبو مرعي أن المحروقات تصيب المواطن بنكسة، تحديداً على أبواب البرد والصقيع، فهي مادة أساسية للتدفئة، وكثر لجأوا الى الحطب عن طريق قطع الأشجار ولو على حساب تشويه الطبيعة، وكثرت اعتداءات جزّاري الحطب على الغابات والمحميّات إن في الزرارية أم طيرفلسية أم الحجير وغيرها من دون رادع. فتجارة الحطب راجت هذه الأيام، وبلغ سعر متر الحطب الـ100 دولار يضاف اليه 30 دولاراً بدل نقل. إزاء هذا الواقع المرير يعوّل الناس على مفاعيل اتفاق النفط، غير أنهم يخشون أن تذهب عائداته الى جيوب الطبقة الحاكمة التي أفلست البلد، يدركون أن استخراج الغاز بعيد لسنوات طويلة غير أنهم يدركون أنه بمجرد البدء بالتنقيب ستحصل انفراجات على كافة الصعد أقلّها سعر صرف الدولار، رهانات كثيرة يضعونها عليه ويحلمون بتحقيقها لتريحهم من نار سعر المازوت وجمر سعر الحطب.