النبيذ اللبناني بات ينافس في الاسواق الاميركية والاوروبية

للنبيذ اللبناني دوره المهم والفعال في القطاعين الزراعي والصناعي وفي النمو الإقتصادي ككل . لقد استطاع احتلال المراكز الأولى على المنافسة في اسواق أوروبا او اميركا او غيرها وقد بلغ مركزا مرموقا وكون اسما معروفا في كل اصقاع الدنيا.

مدير عام وزارة الزراعة لويس لحود يرد السبب في ذلك الى القطاع الخاص ومنتجي النبيذ والتكامل مع وزارة الزراعة بالإضافة إلى ايمان الجميع بلبنان والاستثمار فيه والصمود في وجه كل التحديات وعدم الاستسلام للظروف الصعبة مما جعل النبيذ اللبناني سفيرا للبنان في العالم كله.

ويكشف لحود ان انتاج النبيذ بلغ ١٢ مليون قنينة وطموحه الوصول الى ٥٠ مليون قنينة .

وفي حديثه للديار يقول لحود :

أولا مناخ لبنان وتربته تسمحان بزراعة عنب التصنيع الذي استطاع أن يطابق المواصفات والمعايير العالمية. أن وزارة الزراعة إيمانا منها بهذا القطاع المنتج استطاعت التكامل مع منتجي النبيذ في كل المناطق منذ العام ٢٠١٣ حتى اليوم .لقد استطعنا تطوير هذا القطاع ليحقق التقدم بين الصناعات الزراعية اللبنانية. للحقيقة كانت ورشة ضخمة بدأناها بالتعاون مع كل فريق عمل الوزارة ومديرية التنمية الريفية ومصلحة الصناعات الزراعية والمصالح الاقليمية وبالتعاون ايضا مع القطاع الخاص ومع منتجي النبيذ وغرف الزراعة والصناعة والتجارة وكل الجامعات . كما أن الدعم الكبير اتانا من المنظمة الدولية للكرمة والنبيذ . لقد عقدنا أولا عدة مؤتمرات نظمتها المنظمة الدولية للكرمة والنبيذ في لبنان مما ساعد المنتجين والمصنعين على تطوير انتاجهم وتصديره بعد تحسين نوعيته والالتزام بالمواصفات العالمية .

لقد اقمنا أياما تسويقية في لبنان والخارج مما ساعدنا على زيادة كمية الصادرات وفتح أسواق جديدة أمام النبيذ اللبناني إذ ازدادت طاقة المصانع وازدادت فرص العمل والمساحات المزروعة بعنب التصنيع . كما اطلقنا في العام ٢٠٢٢سياحة النبيذ بالتعاون مع وزارة السياحة إذ يمكننا أحياء سياحة النبيذ في لبنان صيفا وشتاء بسبب مناخه الجيد. وأكد المدير العام اننا سنعمل بكل فعالية بالتعاون مع المعهد الوطني للكرمة والنبيذ الذي يضم في مجلس ادارته مندوبين عن وزارات الزراعة والاقتصاد والتجارة والصناعة والاتحاد اللبناني للنبيذ. ولهذا أجد أن التطور الحاصل هو نتيجة التعاون فيما بيننا .انا اود شكر الانتشار اللبناني والجاليات والسفارات اللبنانية في الخارج لأنها ساعدتنا على تطوير هذا القطاع واناشدها أن تتابع جهدها معنا وتكمل التسويق للنبيذ اللبناني، كما ادعو المطاعم والفنادق والمؤسسات السياحية في لبنان إلى استهلاك النبيذ اللبناني لأنهم كلما زادوا هذا الاستهلاك كلما دعموا المزارع الباقي في أرضه بالإضافة إلى مصانع النبيذ في مناطقهم. لقد بدأنا في الفترة التي سبقت وباء كورونا بالتواصل مع الصين بغية فتح أسواقها أمام نبيذنا وسنعود لمتابعة ذلك حاليا لا سيما بعد انتخاب فخامة الرئيس جوزاف عون الذي ذكر في خطاب القسم بأننا سنصدر للخارج افضل المنتجات التي تمثل لبنان خير تمثيل ولعل النبيذ هو أحدها. إذن سيكون لدينا برنامج عمل بالتعاون مع معهد الكرمة والنبيذ وسيكون لدينا محطات محلية وخارجية بهدف تطوير القطاع بالتعاون والتنسيق مع كل القطاعات المختصة ذات الصلة. أن عدد المصانع المسجلة حاليا في وزارة الزراعة ٦٥مصنعا وهذا دليل عافية إذ يبلغ الإنتاج ١٢مليون زجاجة نبيذ ما بين استهلاك محلي وتصدير خارجي مما يدل على بداية تحول من الإقتصاد الريعي إلى الاقتصاد المنتج إذ أن ذلك هو سلسلة إنتاج لديها القدرة والفعالية والقيمة المضافة في الاقتصاد الوطني

المؤتمرات

وعن المؤتمرات التي ستعقد لاجل هذه الغاية فال لحود : نسعى لتنظيم خلال هذا العام مؤتمر بالتعاون مع معهد الوطني للكرمة والنبيذ والجامعات ومنتجي النبيذ بهدف متابعة تطور القطاع والعمل على مزيد من التقدم وسنعمل على موضوع تسمية المنشأ حيث يتم تحديد المواصفات ضمن المنطقة المصنعة كمثل “نبيذ زحلة”او “نبيذ الكورة”وغيرها من المناطق

وتحدث عن تطوير الانتاج فقال :

نطمح الوصول إلى إنتاج ٥٠ مليون زجاجة نبيذ إذ أن منتجي النبيذ لديهم القدرة على تطوير القطاع وقد استطاعوا النجاح رغم كل التحديات التي واجهتهم،لقد صمدوا ولم يتأثروا بالظروف الصعبة مهما كانت صحية او اقتصادية او اجتماعية. اننا قادرون على إنتاج ٥٠مليون زجاجة وهذا التحدي ستتم مواجهته بالتعاون مع منتجي النبيذ . انا اتمنى تحقيق هذا الهدف وهو من صميم واجباتنا التي نعمل على بلورتها.

المنافسة الاجنبية

وحول المنافسة الاجنبية الموجودة في الخارج قال لحود:

لقد استطعنا تسويق النبيذ اللبناني في قلب فرنسا وفي قلب اميركا وأوروبا وقد اثبت النبيذ اللبناني جودته العالية في أسواق العالم وانا اشكر هنا الدول التي تقبلت هذا الأمر لا سيما فرنسا إذ اقمنا اول معرض للنبيذ اللبناني في شهر أيار من العام ٢٠١٣ في باريس في بمشاركة ممثلين عن السلطات الفرنسية والمنظمة الدولية للكرمة والنبيذ ومركزها الأساسي في باريس .لقد بدأت الأسواق الأوروبية . اننا مع الإقتصاد الحر وترك الاختيار للذواقة في نوع النبيذ الذي يفضلونه.انا ادعو اللبنانيين المقيمين والمنتشرين لدعم وتسويق النبيذ اللبناني.

على كل لبناني أن يفخر بمنتجاته اللبنانية أمام كل زائر لديه . لقد ساعدنا جدا اللبنانيون في دول الانتشار وقد اعتمدنا بشده عليهم عندما كنا في نيويورك وواشنطن وكاليفورنيا ودول أخرى .

وحول اصدار منتجو الكرمة ومستهلكو النبيذ بيانا حول ارتفاع الضرائب على النبيذ قال لحود :

سنحاول معالجة الأمر لكي نحمي الإنتاج الوطني ومن الضروري أيضا إعطاء بعض الحوافز للحماية الى أقصى حد.

وحول تعدد النقابات والجمعيات التي تعنى بالنبيذ وهل ذلك دليل صحة وعافية قال :

أجل هذا دليل عافية إذ لولا أن القطاع هو قطاع منتج وحيوي ويؤمن قوة اقتصادية جيدة لما استطعنا تحقيق كل النمو الذي نراه وانا اعتبر أن تعدد النقابات والجمعيات والتعاونيات التي تعنى بالنبيذ هو دليل صحة وقوة لتحقيق مزيد من النمو الإقتصادي. كما أنني احرص على التعاون مع الجميع..

لماذا لا تنضم هذه الجمعيات إلى التعاونيات وما هو موقع المعهد الوطني للكرمة والنبيذ؟

انا أرى أن التعدد أمر صحي وطالما هي موجودة بقوة فهذا يعني أن القطاع بالف خير. عندما بدأنا مسيرة قطاع النبيذ في العام ٢٠١٣ كان هدفي تفعيل القطاع الخاص وقد حققنا ذلك عبر تعدد النقابات وعبر المعهد الوطني للكرمة والنبيذ وانا ادعو الجميع للانضمام اليه حيث لدينا حاليا فوق الـ ٤٦عضوا. ستجري انتخابات فيه بتاريخ٩ نيسان المقبل وأود هنا توجيه تحية لرئيس واعضاء المعهد لجهودهم ونشاطهم وآمل منهم البقاء إلى جانب القطاع ونحن كوزارات :زراعة وصناعة واقتصاد سنبقى ندعمهم ونعتبرهم الأساس في متابعة العمل لتنمية القطاع .

وعن انتخاب اعضاءمجلس ادارة المعهد اكد لحود ان الموضوع بيد منتجي النبيذ إذ أن المصانع تنتخب ممثلين عنها. فقد صدر مرسوم تنظيم عمل المعهد بحيث يتم انتخاب خمسة اعضاء ممثلين عن منتجي النبيذ وعضو ممثل عن مزارعي الكرمة المخصصة لانتاج النبيذ وتسمي وزارة الزراعة ممثلها وكذلك وزارة الصناعة ووزارة الإقتصاد فيصبح العدد ثمانية ثم ينتخب هؤلاء الرئيس ونائبه وأمين سر وأمين صندوق. ونتمنى لمجلس الإدارة الجديد التوفيق وسنتعاون معه.اننا نشكر كل من عمل في المعهد لا سيما رئيسه الحالي ظافر الشاوي والرئيس السابق كارلوس العظم،والرئيس الراحل سيرج هوشر ،كما أوجه التحية لكل أعضاء المعهد خاصة المحامي شارل غسطين الذي كان صمام امان للمعهد وانا أكن لكل واحد منهم محبة كبيرة إذ اعتبر انهم ساهموا في تطوير القطاع .كما احيي الوزير سليم وردة الذي وقف إلى جانبنا ودعمنا. كما احيي كل منتجي النبيذ إذ اعتبر أن كل واحد وضع لبنة في تطوير القطاع .

وعن العلاقة مع الوزير الجديد قال ان الوزير نزار هاني هو مدير محمية أرز الشوف وهو رجل صاحب اختصاص وخبرة قبل أن يكون وزيرا وقد ساعدنا كثيرا من خلال محمية أرز الشوف إذ تعاونا مع المحمية في تطوير قطاع النبيذ بالإضافة إلى تعاوننا ملفات زراعية وبيئية وحرجية اخرى بهدف تطوير القطاع الزراعي. بعدما استلم الوزارة القى كلمة في احتفال الزوق وقد اشاد بقطاع النبيذ ودعا القطاعات الزراعية كافة للتمثل بنجاحه ، واكد لحود ان الوزير هاني حريص على اعطاء الاولوية لكل القطاعات الزراعية المنتجة . خلال هذا العام سنقوم بنشاطات عدة تتناول الإنتاج الزراعي اللبناني من نباتي وحيواني في كافة المناطق وستنظم وزارة الزراعة اياما تسويقيك للتفاح والبطاطا، وزيت الزيتون ، والأشجار المثمرة، والخضار، والحليب والألبان والأجبان، والحمضيات والموز والعسل ومنتجات المونة والمطبخ اللبناني والنبيذ..بهدف زيادة كمية الصادرات الزراعية وفتح اسواق جديدة.

من برأيكم يقف خلف نجاح قطاع النبيذ؟

القطاع الخاص وايمانه بلبنان ومثابرته علي الاستثمار وعدم الاستسلام رغم كل التحديات والظروف الصعبة . لقد آمن القطاع الخاص لا سيما منتجي النبيذ بلبنان والعمل فيه، ونحن كوزارة نقف إلى جانبهم ونواكبهم. انا أوجه لهم التحية على جهودهم وعدم استسلامهم وصمودهم إذ آمنوا بلبنان والإنتاج فيه ولم يثنيهم عن ذلك اي تحديات مهما كانت سواء صحية او اجتماعية او اقتصادية وقد جعلوا بفضل ذلك النبيذ اللبناني سفيرا للبنان في العالم كله.

مصدرالديار - جوزف فرح
المادة السابقةالبسّاط عرض ووفداً من البنك الدولي لمشروع المساعدة الطارئة للبنان LEAP
المقالة القادمةالمشاريع الفرديّة تنعش الإقتصاد الوطني وتعيد الأمل في لبنان