النفط الأميركي الرخيص يُبعد آسيا عن خامات الشرق الأوسط

تلوح في أفق أسواق النفط معركة أسعار بين الولايات المتحدة والمنتجين في الشرق الأوسط بعدما ظهرت علامات تحول في ميول المشترين الآسيويين إلى الخامات الأرخص.

ويقول خبراء القطاع إن المشترين الآسيويين اتجهوا إلى شراء كميات ضخمة من النفط الأميركي الرخيص في وقت مبكر من دورة التداول الأخيرة من التعاملات الفورية، مما يزيد من احتمالية انخفاض الطلب على خامات دول الخليج والعراق.

وبحسب معطيات جمعتها وكالة بلومبرغ عن متعاملين على دراية بالموضوع فقد اشترت معامل تكرير النفط في كوريا الجنوبية والهند حتى الآن قرابة 16 مليون برميل من الخام الأميركي منذ بداية أغسطس الجاري، إذ سيتم تسليمها في الغالب خلال نوفمبر المقبل.

وتعادل هذه الكميات ضعف الكمية المشتراة خلال نفس الفترة المقابلة في يوليو الماضي، وتقل قليلا عن متوسط الحجم الشهري خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، أشارت السعودية، العضو البارز في أوبك وتقود تحالف أوبك+ إلى جانب روسيا التي تقود المنتجين من خارج المنظمة، إلى ثقتها بالنسبة إلى توقعات الطلب بعد أن رفعت أسعار نفطها الخام لآسيا إلى مستوى قياسي.

وجاء هذا الانطباع على الرغم من الفروق الزمنية (فرق السعر بين العقود الآجلة للشهر الأول والشهر الثاني) والعقود الآجلة التي تعكس مخاوف حدوث تباطؤ اقتصادي.

ومع ذلك، قامت السعودية بتسعير بعض نفطها بمستويات أقل من المتوقَع لتظل قادرة على المنافسة في مواجهة تجارة المراجحة للتدفقات النفطية مثل تلك القادمة من الولايات المتحدة.

وقال متعاملون يشترون ويبيعون تلك الشحنات إنَ العروض المقدّمة لشراء خام غرب تكساس الوسيط ميدلاند، وهو الخام الرئيسي الأميركي ويتم تصديره إلى أسواق آسيا، تقل 8 دولارات للبرميل مقارنة بسعر البرميل القياسي في دبي المقرر وصوله في نوفمبر.

وأوضح المتعاملون أن السعر المقدّم أرخص مقارنة بسعر خام مربان المماثل، الخام الرئيسي لدولة الإمارات عند الأخذ في الاعتبار تكاليف الشحن والخدمات اللوجستية.

وأدت الزيادة في إنتاج النفط الليبي والانخفاض غير المعهود في الطلب على البنزين بالولايات المتحدة خلال ذروة موسم القيادة إلى وفرة إمدادات حوض المحيط الأطلسي، بالإضافة إلى أثر ذلك في الأسعار.

وانخفض خام غرب تكساس الوسيط الأسبوع الماضي مسجلا خصما نادرا عن خام دبي، وفقا لبيانات جمعتها بلومبرغ.

كما تقلص مؤشر الطلب الرئيسي على نفط الشرق الأوسط من خلال مقايضة علاوة خام عمان بخام دبي إلى أدنى مستوى منذ يونيو الماضي.

ويشير المحللون إلى أن بعض المخاوف لا تزال قائمة بشأن التوقعات بعد تراجع هوامش ربح صناعة الوقود مثل البنزين مؤخرا، مما دفع معامل التكرير إلى التفكير في إجراء تخفيضات بمعدلات التشغيل.

وقال متعاملون إن الطلب الإجمالي على الشحنات في التعاملات الفورية قد لا يكون قويا مثل الشهرين الماضيين بعد تراجع هوامش الأرباح.

وخفضت أوبك الخميس الماضي توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2022 بمقدار 260 ألف برميل يوميا. وتتوقع الآن زيادة الطلب بمقدار 3.1 مليون برميل يوميا هذا العام.

ويتناقض ذلك مع رؤية وكالة الطاقة الدولية التي رفعت توقعاتها لنمو الطلب إلى 2.1 مليون برميل يوميا بفعل التحول إلى النفط بدلا من الغاز لتوليد الكهرباء نتيجة ارتفاع أسعار الغاز العالمية.

وقال جاستن سميرك، كبير الاقتصاديين في وستباك لرويترز “هناك قدر كبير من عدم اليقين حيال الطلب في المدى القصير. وإلى أن يستقر الوضع، ستظل السوق على هذا النحو لبعض الوقت”.

وفي الوقت نفسه، رفعت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها لإمدادات النفط الروسي بواقع نصف مليون برميل يوميا في النصف الثاني من 2022، لكنها قالت إن “أوبك ستواجه صعوبة في تعزيز الإنتاج”.

وقال فيفيك دهار المحلل في بنك كومنولث إن “تقييم توازن النفط العالمي بحلول نهاية العام الآن، بالنظر إلى ما يحدث على جانب الطلب مقابل ما يحدث على جانب العرض، أمر معقد. لذلك نشهد هذا التقلب اليومي”.

مصدرالعرب اللندنية
المادة السابقةالصين وروسيا تزعزعان هيمنة الدولار على النظام المالي العالمي
المقالة القادمةالأبيض: لدينا مستلزمات طبية تكفي إلى ما بعد نهاية شهر آب ولا انقطاع لمستلزمات غسيل الكلى