النفط العراقي… خطوة أولى على طريق تطويق “مافيا الفيول”

بعد أكثر من ستة أشهر، وافقت الحكومة العراقية يوم الثلثاء الماضي “على بيع 500 ألف طنّ من زيت الوقود الثقيل إلى لبنان واسترداد قيمتها على شكل سلع طبيّة وأدوية وخدمات استشارية، وذلك في إطار مشروع لتجارة زيت الوقود الثقيل بين العراق ولبنان أصولياً لمدة سنة واحدة”.

هذا يعني أنّ أمام لبنان فرصة ذهبية للاستفادة من العرض العراقي، لتأمين أولاً الفيول حاجة مؤسسة كهرباء لبنان بكلفة السعر الأدنى، وقطع الطريق ثانياً أمام مافيا الفيول ومنظومتها السياسية التي امتصّت الخزينة العامة طوال عقود من الزمن. ولكن هذا الواقع المرتجى لا يزال متوقفاً على القدرة على تنفيذ قرار الحكومة العراقية وتحويله إلى اتفاق عملي ينقذ لبنان من العتمة… والسرقة المقوننة.

في الواقع، لا يزال أمام تحوّل هذا القرار إلى اجراء فعلي، الخطوة الأهم وهي التفاهم على الآلية التنفيذية التي يفترض أن تشمل مسألتين: كيفية معالجة الفيول وطريقة التسديد، إذ إنّ النفط المقدّم من العراق غير متناسب مع مواصفات الفيول المستخدم في معامل انتاج الطاقة في لبنان، ولذا يُنتظر أن يتمّ التفاهم على آلية استبدال كميات الخام العراقي بنوعية مطابقة للمواصفات التي يشترطها مشغّلو المعامل في لبنان. ويتردد أنّ هناك أكثر من اقتراح في هذا المجال، منها أن يسمي العراق بنفسه شركة تقوم بعملية الـSWAP، أو أن يجري لبنان مناقصة لتحديد الشركة.

أما في النقطة الثانية، فإنّ الحكومة العراقية، كما وعِد رئيس حكومة تصريف الأعمال أثناء زيارة الوفد العراقي إلى لبنان في تموز الماضي، تسعى لمساعدة لبنان في أزمته النقدية والمالية وبالتالي هي ستقدّم كل التسهيلات الممكنة للتخفيف من العبء المالي. وقد أبدى الوفد يومها “رغبة بغداد بالوقوف إلى جانب بيروت في هذه الأزمة، واستثمار الموارد المتاحة. وترجمة هذا الدعم هي الوصول إلى “تفاهمٍ” بين الطرفين، يتيح للبنان بأن يُصدّر منتجاته الزراعيّة إلى العراق، مقابل تلبية الحاجات النفطيّة اللبنانيّة”. وبالفعل، فقد أشار بيان الحكومة العراقية الصادر منذ يومين إلى أنه سيكون استرداد قيمة الفيول “على شكل سلع طبيّة وأدوية وخدمات استشارية”. وهذا التعاون سيحتاج إلى آلية تنفيذية لا تزال غير واضحة المعالم.

في هذه الأثناء، تستعين وزارة الطاقة بآلية العقود الفورية المعروفة باسم Spot Cargo وقد اجرت إلى الآن مناقصتين لتأمين الفيول Grade A وGrade B، حيث أعلن غجر أمس أنّ الوزارة تمكّنت “من تحقيق بكلّ شحنة سعة 35 ألف طن، وفراً بحدود نصف مليون دولار”، ما يعني توفير حوالى مليونيّ دولار شهرياً. هذا فضلاً عن الوفر الممكن تحقيقه نتيجة التلاعب بأسعار النفط عبر تغيير بوالص الشحن.

 

 

للاطلاع على المقال كاملا:

http://www.nidaalwatan.com/article/39069

مصدرنداء الوطن - كلير شكر
المادة السابقةسعر صرف الدولار في السوق السوداء اليوم… كم بلغ؟
المقالة القادمة“صندوق النقد”: تعافي اقتصادات الشرق الأوسط وآسيا الوسطى من أزمة “كورونا” ما زال بعيدا