بعد تراجع أوّلي، ارتفعت أسعار النفط أمس (الجمعة)، وفي طريقها لتسجيل مكاسب أسبوعية جديدة مدعومة بطلب قوي على الوقود في الولايات المتحدة، على الرغم من أن إجراءات جديدة لمكافحة «كوفيد – 19» في شنغهاي وبكين حدّت من المكاسب.
وارتفع خام برنت 98 سنتاً، أو 0.8%، إلى 124.05 دولار للبرميل بحلول الساعة 11:53 بتوقيت غرينتش، وزاد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 82 سنتاً، أو 0.7%، إلى 122.33 دولار للبرميل.
وترتفع أسعار الخام بشكل عام على مدى الشهرين المنصرمين ويتجه خام برنت لتسجيل مكاسب للأسبوع الرابع على التوالي بينما يتجه الخام الأميركي صوب تسجيل الزيادة الأسبوعية السابعة على التوالي.
وقال محللون في «فيتش سلوشنز»: «يشهد موسم الصيف الذي تزيد فيه معدلات قيادة السيارات في الولايات المتحدة ارتفاعات قياسية في استهلاك البنزين والديزل». ودفعت ذروة الطلب على الوقود في الصيف في الولايات المتحدة أسعار البنزين لما يقارب خمسة دولارات للغالون. كما تلقت أسعار النفط دعماً إضافياً بسبب مخاوف من تعطل محتمل في الإمدادات في أوروبا وأفريقيا.
وقال مهندسان نفطيان بحقل «السرير» النفطي في ليبيا أمس، إن إنتاج الحقل انخفض بعد إغلاق ميناءي «رأس لانوف» و«السدر» ومع تهديد من إحدى الجماعات بإغلاق ميناء الحريقة. كما بدا أن احتمالات التوصل لاتفاق نووي مع إيران ورفع العقوبات الأميركية المفروضة على قطاع النفط فيها تتراجع مما دعم زيادة أسعار النفط.
وقال رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، إن إيران وجّهت (الخميس) ضربة شبه قاصمة إلى فرص إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بعد أن بدأت في إزالة جميع معدات المراقبة التي وضعتها الوكالة بموجب الاتفاق.
وقال محللون في (بي.سي.إيه ريسيرش): «التوافق الاستراتيجي بين الولايات المتحدة وإيران سيسمح بعودة مليون برميل من صادرات الخام الإيراني يومياً للأسواق العالمية وبالتالي سيسمح لأسعار النفط العالمية بالتقاط الأنفاس».
وتراجعت أسعار النفط بأكثر من دولار في وقت سابق من الجلسة أمس، وسط إجراءات إغلاق جديدة في الصين. وعادت مدينتا شنغهاي وبكين إلى حالة التأهب في مواجهة «كوفيد – 19»، الخميس، بعد أن فرضت أجزاء من شنغهاي، أكبر مركز اقتصادي في الصين، قيود إغلاق جديدة وأعلنت المدينة عن جولة من الفحوص الجماعية لملايين السكان.
وارتفعت واردات الصين من النفط الخام نحو 12% في مايو (أيار) على أساس سنوي، إذ كانت منخفضة في ذات التوقيت قبل عام.
واتفقت الدول الأعضاء في تكتل «أوبك+» هذا الشهر على رفع الإنتاج بمقدار 648 ألف برميل يومياً في يوليو (تموز) والكمية نفسها في أغسطس (آب) لتعويض المفقود من إمدادات النفط الروسية، مقارنةً مع الخطة الأولية بزيادة الإنتاج 432 ألف برميل يومياً على نحو شهري لثلاثة أشهر حتى سبتمبر (أيلول).
لكنّ محللين قالوا إنه من المرجح ألا يحقق إنتاج التكتل الأهداف الرسمية، الأمر الذي يُبقي الإمدادات شحيحة في السوق العالمية خلال موسم ذروة الطلب في الصيف في نصف الكرة الشمالي.