النفط يتخطى 85 دولاراً بفعل تخفيف قيود «كوفيد» في الصين و«عاصفة القرن»

سجل النفط أعلى مستوياته في ثلاثة أسابيع خلال تعاملات أمس الثلاثاء، بعدما حفز أحدث تخفيف لقيود «كوفيد – 19» في الصين الآمال في تعافي الطلب على الوقود، وبفضل دعم إضافي من خفض إنتاج الطاقة بالولايات المتحدة بسبب عاصفة ثلجية، أُطلق عليها «عاصفة القرن».

وقالت اللجنة الوطنية للصحة يوم الاثنين إن الصين ستعفي القادمين إليها من إجراءات الحجر الصحي اعتبارا من الثامن من يناير (كانون الثاني)، وذلك في خطوة كبيرة نحو تخفيف القيود على الحدود المغلقة إلى حد كبير منذ عام 2020.

وارتفع خام برنت 0.15 في المائة، إلى 84.04 دولار للبرميل بحلول الساعة 14:28 بتوقيت غرينيتش، وبلغ مستوى 85.66 دولار للبرميل في وقت سابق من الجلسة، بينما زاد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 0.2 في المائة إلى 79.69 دولار للبرميل. وسجل خاما القياس في وقت سابق من الجلسة أعلى مستوياتهما منذ الخامس من ديسمبر (كانون الأول).

وقال نعيم إسلام المحلل لدى أفاتريد: «هذا بالتأكيد أمر كان المتعاملون والمستثمرون يتطلعون إليه»، في إشارة إلى خطة الصين بشأن الحجر الصحي. وأغلقت الأسواق البريطانية والأمريكية الاثنين بمناسبة عطلة عيد الميلاد.
وقال كازوهيكو سايتو كبير المحللين في فوجيتومي سيكيورتيز، وفق «رويترز»، إن النفط استمد الدعم أيضا من مخاوف اضطراب الإمدادات بسبب العواصف الشتوية في الولايات المتحدة. وأضاف «لكن من المتوقع أن يتحسن الطقس في الولايات المتحدة هذا الأسبوع مما يعني أن موجة الصعود قد لا تستمر طويلا».

واعتبارا من يوم الجمعة، تم إغلاق حوالي 1.5 مليون برميل من الطاقة الإنتاجية اليومية للمصافي على ساحل الخليج الأميركي، بينما عانى إنتاج النفط والغاز من ولايات نورث داكوتا إلى تكساس بسبب التجمد مما قلص الإنتاج.
في الأثناء، قال وزير المالية الروسي أنطون سيليانوف إن عجز الموازنة في بلاده قد يتجاوز نسبة اثنين في المائة المتوقعة في 2023، إذ ينال السقف السعري المفروض على الخام من إيرادات الصادرات الروسية، مما يضع عقبة مالية جديدة أمام موسكو التي تنفق بسخاء على حملتها العسكرية في أوكرانيا.

وقالت روسيا الأسبوع الماضي إن الحدود السعرية المفروضة على خامها ومنتجاتها المكررة قد تدفعها إلى خفض إنتاج النفط بما بين خمسة وسبعة في المائة في مطلع العام المقبل لكن سيليانوف وعد بتلبية التزامات الإنفاق، أيا كان مستوى الخفض، من خلال اللجوء لأسواق الاقتراض والصندوق الاحتياطي للبلاد حسب الحاجة.

وقال سيليانوف للصحافيين في تصريحات أُجيزت للنشر أمس الثلاثاء: «هل من المحتمل تسجيل عجز أكبر في الموازنة؟ هذا وارد إذا انخفضت الإيرادات عن المتوقع. ما المخاطر العام المقبل؟ مخاطر وقيود الأسعار».
وأضاف أن خفض حجم صادرات الطاقة أمر محتمل، في ظل تجنب بعض الدول التعامل مع روسيا بينما تسعى موسكو إلى فتح أسواق جديدة، وهو ما سيحدد عائدات الصادرات الروسية.

في غضون ذلك، قال وزير الاقتصاد والتجارة والصناعة الياباني، نيشيمورا ياسوتوشي، إن السعودية دولة مهمة بالنسبة لليابان، مشيرا إلى أن بلاده تستورد 40 في المائة من النفط الخام من المملكة.

وأضاف الوزير الياباني في تصريحات صحافية، على هامش منتدى الاستثمار السعودي الياباني في الرياض، الاثنين، أن العلاقات بين البلدين تعتمد على الثقة المتبادلة، موضحا أنها انتقلت إلى مستويات جديدة.

وأوضح أن المنتدى السعودي الياباني يناقش عدة قطاعات كالطاقة النظيفة والذكاء الصناعي والتصنيع الحيوي، مشيرا إلى أن التعاون مع المملكة سينتقل إلى مراحل متقدمة ليس في تجارة النفط الخام فحسب بل في الطاقة الخضراء والتصنيع الحيوي والمدن الذكية والعديد من القطاعات الأخرى أيضا.

وذكر أنه تم الاتفاق على ضرورة التعاون بين البلدين خلال لقائه مع وزير الطاقة الأمير عبد العزيز بن سلمان، حيث إن المملكة تحتل مكانة عالية في سوق النفط.

وأعلنت وزارة الطاقة، توقيع شركة أرامكو السعودية ومجموعة شيتوس اليابانية مذكرة تفاهم؛ للتعاون في تطوير المنتجات والتقنيات في مجالات معالجة وإزالة الانبعاثات لدعم جهود المملكة في تفعيل نهج الاقتصاد الدائري للكربون.

مصدرالشرق الأوسط
المادة السابقةالدولار يطحن عملات عربية مع ختام 2022
المقالة القادمةمصر تطرح 12 منطقة في «المتوسط» ودلتا النيل للبحث عن الغاز والنفط