صعدت أسعار النفط يوم الخميس معوضة التراجع الكبير يوم الأربعاء، إذ دعمت السوق قفزة في إنتاج المصافي في الصين، أكبر مستورد للخام في العالم، رغم ضعف التوقعات الاقتصادية هناك. وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 1.37 دولار، أو ما يعادل 1.87 بالمائة، إلى 74.57 دولار للبرميل بحلول الساعة 15:35 بتوقيت غرينتش. كما زاد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.35 دولار، أو ما يعادل 1.98 بالمائة، ليسجل 69.62 دولار للبرميل. وتراجع الخامان 1.5 بالمائة يوم الأربعاء. وحصلت السوق على دعم بعد أن أظهرت بيانات يوم الخميس أن إجمالي إنتاج مصافي النفط الصينية في مايو (أيار) الماضي قفز 15.4 بالمائة عنه قبل عام، مسجلا ثاني أعلى مستوى على الإطلاق. وفي غضون ذلك، قال الرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الكويتية يوم الخميس لـ«رويترز»، إن الطلب الصيني على النفط من المتوقع أن يستمر في الارتفاع خلال النصف الثاني من العام. وقال الشيخ نواف سعود الصباح: «نرى ذلك من عملائنا في الصين، أكبر عملاء لمؤسسة البترول الكويتية، هؤلاء العملاء يواصلون طلب كميات مماثلة على الأقل من النفط الخام إن لم يكن أكثر، وهو ما يبشر، إذا صح التعبير، باستمرار الطلب الجيد». وذكر الشيخ نواف أيضا أن حصة الكويت في السوق الصينية مُستقرة رغم زيادة الصادرات الروسية إلى آسيا على خلفية العقوبات التي يفرضها الغرب على موسكو بسبب غزو أوكرانيا. وأضاف «لدينا عملاء، أكبر عملائنا في الصين منذ عقود، وسوف يستمرون على هذا النحو لأن لدينا علاقات طويلة الأمد معهم». وتزيد الكويت، وهي من الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، صادراتها من المنتجات النفطية إلى أوروبا وأفريقيا وآسيا والأميركتين بعد العقوبات الغربية على روسيا التي أعادت تشكيل طرق تجارة الطاقة. وقال الشيخ نواف إن بلاده استفادت من زيادة الطلب في أوروبا على زيت الوقود ونواتج التقطير المتوسطة. وأردف قائلا: «لدينا منتج جاهز للتوجه إلى أوروبا، ونحن نغتنم هذه الفرص». لكن التوقعات الاقتصادية الصينية الضعيفة ألقت بظلالها وحجمت المكاسب في الأسواق أمس الخميس، حيث جاء نمو الإنتاج الصناعي ومبيعات التجزئة في الصين في مايو دون التوقعات. كما ظلت مكاسب النفط محدودة بسبب المخاوف من أن يؤدي رفع أسعار الفائدة المتوقع إلى إبطاء الاقتصادات في الولايات المتحدة وأوروبا ومن ثم انخفاض الطلب على الخام.
وأبقى مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) على أسعار الفائدة دون تغيير مساء الأربعاء، لكنه أشار إلى أنه قد لا تزال هناك حاجة لزيادتها بمقدار نصف نقطة مئوية على الأقل بحلول نهاية هذا العام. ومع ذلك يتوقع محللون أن تحصل أسعار النفط على بعض الدعم في وقت لاحق من العام نظرا لتزامن التخفيضات الطوعية من جانب دول «أوبك بلس» التي بدأت في مايو والتخفيضات الإضافية من جانب السعودية اعتبارا من يوليو (تموز)، مع موسم الطلب القوي.
وفي سياق منفصل، قال وكيل وزير النفط العراقي لشؤون الاستخراج باسم محمد لـ«رويترز» يوم الخميس إن وفداً تركياً سيلتقي مسؤولين عراقيين بقطاع النفط في بغداد يوم 19 يونيو (حزيران) لمناقشة استئناف تصدير النفط من شمال العراق. وأضاف أن «الطرفين توصلا إلى اتفاق على أنه من الضروري استئناف تصدير النفط بأسرع وقت ممكن، ونحن مستعدون لضخ 500 ألف برميل من النفط يوميا في حالة استئناف الضخ». وأوقفت تركيا الصادرات البالغة 450 ألف برميل يوميا من شمال العراق عبر خط الأنابيب العراقي التركي في 25 مارس (آذار) بعدما أصدرت غرفة التجارة الدولية حكمها في قضية تحكيم. وأمرت الغرفة تركيا بدفع تعويضات لبغداد قيمتها 1.5 مليار دولار نظير الأضرار التي لحقت بها من تصدير حكومة إقليم كردستان العراق النفط من دون تصريح من الحكومة في بغداد بين عامي 2014 و2018.
ووجدت حسابات «رويترز» أن التوقف المستمر منذ 80 يوما كلف حكومة إقليم كردستان أكثر من ملياري دولار. ويمتد خط أنابيب النفط الخام من إقليم كردستان في شمال العراق إلى ميناء جيهان التركي. وبدأت حكومة إقليم كردستان في تصدير الخام بشكل مستقل عن الحكومة الاتحادية العراقية في عام 2013، وهي خطوة عدتها بغداد غير قانونية. وتأخرت محاولات إعادة تشغيل خط الأنابيب بسبب الانتخابات الرئاسية التركية الشهر الماضي والمناقشات بين شركة تسويق النفط (سومو) التابعة للحكومة العراقية وبين حكومة إقليم كردستان بشأن صفقة تصدير تم التوصل إليها الآن.