النفط يواصل التذبذب حول 80 دولاراً

شهدت أسعار النفط تغيراً طفيفاً أمس الخميس، وسط حالة من الحذر من جانب المستثمرين بعد بيانات أظهرت انخفاض مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة بأقل من المتوقع.

وزادت العقود الآجلة لخام برنت لشهر سبتمبر (أيلول) 32 سنتا أو 0.40 في المائة إلى 79.78 دولار للبرميل بحلول الساعة 11:34 بتوقيت غرينتش، فيما صعد خام غرب تكساس الأميركي 11 سنتا أو 0.15 في المائة إلى 75.46 دولار للبرميل.

وقال ييب جون رونغ الخبير الاستراتيجي في «آي جي»: «عقب بعض ضغوط البيع الشديدة خلال الليل، تحاول أسعار النفط الاستقرار هذا الصباح».

وهبطت الأسعار في الجلسة السابقة وسط جني أرباح بعد أن أظهرت بيانات تراجع المخزونات الأميركية بأقل مما توقعه المحللون.

وفي غضون ذلك، شهد الدولار الأميركي استقرارا إلى حد كبير بحلول الساعة 06:45 بتوقيت غرينتش وتراجع 0.1 في المائة.

ويأتي هذا وسط حالة من الضبابية بشأن آفاق الطلب في الصين أكبر مشتر للخام في العالم وسط تباطؤ اقتصادها.

وقال محللو «سيتي» في مذكرة إن أسعار النفط الخام قد تجد صعوبة في الاستقرار على اتجاه واضح وسط توقعات متباينة للطلب العالمي في الأسابيع القليلة المقبلة. ويرى هؤلاء أن أسعار خام برنت تحركت إلى نطاق أعلى خلال يوليو (تموز) بعدما ظلت تتراوح بين 72 و78 دولاراً خلال مايو (أيار) ويونيو (حزيران)، وذلك بدعم من تخفيضات الإنتاج السعودية والمخاطر الجيوسياسية.

في غضون ذلك، أظهرت بيانات ملاحية من مصادر في قطاع الطاقة ارتفاع واردات الهند من النفط الروسي إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق في يونيو الماضي، رغم زيادتها بأبطأ وتيرة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2022، ما يعني أن طلب نيودلهي على النفط الروسي ربما وصل لذروته.

وتُقبل مصافي التكرير في الهند، ثالث أكبر مستورد للنفط الروسي في العالم، على الخام الروسي الذي يتم بيعه بأسعار مخفضة في ظل إحجام الدول الغربية عنه بسبب غزو روسيا أوكرانيا.

إلا أن النفط الروسي بدأ يفقد جاذبيته لدى مصافي التكرير الهندية في ظل تراجع مستوى الخصومات وظهور مشكلات في تسوية المدفوعات، الأمر الذي حمل المصافي الهندية على البحث عن مصادر بديلة في الشرق الأوسط.

وأظهرت البيانات أن نيودلهي اشترت ما يقارب مليوني برميل يوميا من الخام الروسي في يونيو بارتفاع طفيف عن الشهر السابق. وقبل حرب أوكرانيا كانت الهند نادرا ما تشتري الخام الروسي بسبب ارتفاع تكاليف الشحن.

وتوضح البيانات أنه من حيث الحصة السوقية، فإن روسيا أمدت الهند بنحو 42 في المائة من وارداتها من النفط الخام في الفترة من أبريل (نيسان) إلى يونيو، التي تمثل الربع الأول من السنة المالية الهندية، فيما ارتفعت حصة الشرق الأوسط إلى نحو 41 في المائة بعد انخفاضها في الأشهر الثلاثة السابقة.

وأظهرت البيانات أن الواردات من الشرق الأوسط تراجعت بنحو 34 في المائة في الربع المنتهي في يونيو مقارنة بالعام الماضي، فيما تضاعفت واردات دول رابطة الدول المستقلة التي تضم أذربيجان وكازاخستان وروسيا ثلاث مرات تقريبا.

وأدى تراجع الواردات من الشرق الأوسط إلى انخفاض حصة منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في واردات الهند من الخام.