النقاش محتدم حول مساهمة المصارف في كلفة الدين ولا ضرائب دون رواتب الـ4 ملايين

تؤكد اوساط وزارية في تحالف ​حركة امل​ و​حزب الله​ ان الثنائي تجاوزا “كمين الشعبوية” الذي نُصب بعد جلسة ​قصر بعبدا​ الحكومية الثلاثاء والتي لم تكن مخصصة للنقاش المفصل او للتدقيق في ارقام ​الموازنة​ بل كانت عبارة عن قراءة عمومية قبل بدء نقاشها وتفنيدها بنداً بنداً في السراي الحكومية. وتقول الاوساط ان استهداف الثنائي الشيعي كان بالتصويب على وزير المال ​علي حسن خليل​ ومن خلاله على حركة امل وحزب الله واللذان تحاشيا الرد على ما طاولهما من اتهامات ومزايدات، ورفضا ان يتحول ​النقاش​ الى سجال كلامي و”فايسبوكي” وعبر مواقع التواصل الاعلامي بين حركة امل وحزب الله ونوابهما ووزراءهما وجمهورهما مع ​التيار الوطني الحر​ ووزرائه ونوابه وجمهوره بالاضافة الى ​الرئيس ميشال عون​ وكتلته. لذلك التزم حزب الله ونوابه ووزراؤه الصمت وكذلك حركة امل وترك الامر الى وزير المال ليفند الاتهامات ويرد بالحقائق. وتشير الاوساط ان “تفخيخ” بعض الطروحات على غرار رواتب المتقاعدين والعسكريين وتصوير وزير المالية ومعه الثنائي الشيعي انهما مع تخفيض رواتب العسكريين والمس بها وتحويل غضب الشارع والذي بدأ العسكريون والمتقاعدون بالنزول اليه الى صدر الثنائي الشيعي وافتعال نقمة “التدبير 3” ضد وزير المال، بينما الصحيح ان خليل طالب بتطبيق القانون على المستفيدين من التدبير رقم 3 اي من هم في قطعات قتالية وحدودية وعملهم يتطلب الحجز في المأذونيات واستمرار الجهوزية والاستنفار فلا يمكن مساواة من يعمل على الحدود بمن يعمل وراء المكتب من دون الانتقاص من قيمة وعمل اي عسكري.

وتقول الاوساط ان ما جرى من اعتصامات واضرابات وتظاهرات محق ولو كانت إستباقية وبتحريض من بعض الجهات الا انها تعبر عن صرخة الناس ووجعهم وعدم قبولهم بالمس برواتبهم وخصوصاً ان معظمها متدن وصغير. وهذه المطالب الشعبية وللموظفين تصب في رؤية حزب الله وامل لهذا الملف، وهما يرفضان رفضاً باتاً المس بأي راتب ويناقشان كما البقية الطروحات التي تنص على تجميد بعض التقديمات للراتب الذي يتجاوز الـ4 ملايين ليرة مع احتساب ان الاربعة ملايين قد تؤمن تعليماً لائقاً ومسكناً وتؤمن قسط المنزل والاسكان والمعيشة المقبولة. وهو طرح يناقش حالياً بجدية وقد يتم الموافقة عليه من جميع اعضاء الحكومة ولكن رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ معترض عليه على اعتبار ان كل اصحاب الرواتب ما دون الاربعة ملايين ليرة وبعد انتهاء هذه الازمة سيعودون للمطالبة برفعها على اعتبار انها سقف الحياة الكريمة حالياً في لبنان وما دونها غير مقبول وهكذا نكون امام سلسلة جديدة وابواب جديدة تفتح في كل المجالات.
وتؤكد الاوساط ان إعفاء المصارف من الضرائب مرفوض بالاضافة الى وجوب إشراك المصارف مع الدولة والمساهمة في ملف الدين العام وبصفر فوائد ورفض الواحد في المئة كفوائد على المبالغ التي تدّينها المصارف للدولة لكونها تستفيد من التسهيلات والهندسات المالية التي توفر لها مبالغ كبيرة. وتشير الاوساط الى ان النقاش محتدم بين حزب الله والحريري في هذا السياق، اذ يرفض الحريري تحميل المصارف اي كلفة ويعتبر انه لا يجوز ان تتحمل المصارف اخطاء واعباء المرحلة الماضية وهي تساهم مع الدولة في المالية وانتظامها وان تحميلها اي اعباء جديدة قد “يكربج” الاقتصاد.
وتقول الاوساط اننا انتهينا من موجة المزايدات والعراضات الشعبية ولعبة المناطق والطوائف وحالياً يجري نقاش جدي لكل بند ببنده وبشكل يومي حتى الاحد لنتوصل الى حلول وبالاجماع وان يتحمل الجميع وزر هذه المرحلة وان تبت الموازنة بموافقة جميع الافرقاء في الحكومة على جميع البنود.
وتؤكد الاوساط ان حزب الله وحركة امل ورغم رؤيتهما ان اي تظاهرة حق للمطالبين بحقوقهم وعدم تحبيذهما خيار الشارع الا انهما لن يوفرا الشارع في حال شعرا بأن هناك من يريد حرف النقاش من موزانة مدروسة ومتقشفة ولا تكلف الفقراء اعباء اضافية الى موازنة تحمي المصارف وبعض مشاريع القوى النافذة.

بواسطةعلي ضاحي
المادة السابقةطريق الفساد… وطريق القديسين!
المقالة القادمةخير الدين: الموازنة بالشكل المطروح أظهرت أن الدولة لا تسعى سوى لسحب الأموال من المواطنين