إستنكرت الهيئات الإقتصادية اللبنانية في بيان أمس بعد إجتماع لها برئاسة رئيسها الوزير السابق محمد شقير تصريحات وزير الإعلام جورج قرداحي. وطالبته بموقف وطني ومسؤول وتقديم الإعتذار الى المملكة العربية السعودية ودول الخليج، والحكومة بإتخاذ كل ما يلزم لطيّ صفحة هذه الأزمة، وفتح المجال أمامها وأمام كل الوطنيين المخلصين للعمل على إعادة بناء الثقة، وإنخراط هذه الدول الشقيقة في مساعدة لبنان لإنتشاله من أزماته الوجودية.
وقالت: “لا بد من موقف وطني مسؤول، لإطفاء هذه النيران المشتعلة والتي يمكن لها أن تصيب مقتلاً العلاقات الأخوية التاريخية بين لبنان ودول الخليج. فهي تسعى مع الكثير من المخلصين الى إعادة هذه العلاقات التاريخية والأخوية الى سياقها الطبيعي.
واعتبرت أننا في الوقت الذي ننتظر جميعاً أي مبادرة مع الحكومة الجديدة لإنتشال البلد من الحضيض ووقف كابوس المأساة والإنهيار، جاءت تصريحات قرداحي التي أصابت مرة جديدة العلاقات اللبنانية مع دول الخليج الشقيقة التي تشكل الرافعة الإقتصادية الاستراتيجية للبنان على مر السنين.
وفي هذا الإطار، يعلم القاصي والداني جيداً مدى الأهمية الاقتصادية الاستراتيجية لعلاقات لبنان مع الدول الخليجية لا سيما على المستوى الإقتصادي، حيث تحتل هذه الدول المرتبة الأولى من دون منازع في علاقات لبنان الإقتصادية الخارجية، إن كان على مستوى تصدير المنتجات الصناعية والزراعية والخدماتية وكذلك الإستثمار والسياحة وتحويلات اللبنانيين الضخمة التي تقدر بمليارات الدولارت سنوياً، إضافة الى المساعدات السخية التي قدمتها الى لبنان على مر السنين وعند أي مشكلة وأزمة مر فيها لبنان.
هذا فضلاً عن البعد الإنساني، حيث تشكل الدول الخليجية لعشرات السنين حاضنة مثالية لمئات آلاف اللبنانيين، وحتى في خضم أزمتنا الإقتصادية الحالية كانت هذه الدول وجهة اللبنانيين حيث كانت الملاذ المفضل للعمل وتأمين موراد مالية لهم ولعائلاتهم، هرباً من الذل والبطالة والفقر في بلدهم الأم.