الهيئات الاقتصاديّة ناقشت ووزير النّقل العراقيّ تسهيل نقل البضائع بين لبنان والعراق

عقدت الهيئات الاقتصادية برئاسة الوزير السابق محمد شقير اجتماعاً موسّعاً مع وزير النقل العراقيّ رزاق السعداوي في مشاركة وزير الأشغال العامّة والنقل في حكومة تصريف الأعمال علي حمية، وفي حضور أعضاء الهيئات وعدد كبير من رؤساء النقابات المعنيّة بالنقل الخارجي والترانزيت والشحن البحري وبالقطاع الزراعي، وتم البحث في سبل تنمية العلاقات الاقتصادية وسبل تسهيل انسياب السلع بالاتجاهين وتفعيل خطوط الترانزيت.

شقير

بدايةً، ألقى شقير كلمةً، فرحَّب بالوزير العراقيّ والوفد المرافق، موجّهاً الشكر إلى العراق قيادةً وشعباً على وقوفه إلى جانب لبنان بشكل دائم، خصوصاً في ظلّ الأزمات التي نمرّ بها خلال السّنوات الاخيرة، لا سيّما انفجار مرفأ بيروت الكارثي والأزمة الاقتصاديّة، عبر تقديم المساعدات السخيّة لمساعدة الشّعب اللبنانيّ لمواجهة تداعياتها، وتمديد اتفاق تزويد لبنان بالمحروقات ومضاعفة الكميّات لتوليد الكهرباء التي شكلت خلال السنوات الماضية كارثةَ الكوارث على جميع اللبنانيين، و”اليوم نحن نتنفس الصعداء من خلال هذه المبادرة، مع الأمل أن يتم الوصول الى إنتاج 10 ساعات كهرباء يوميا”.

وقال شقير: “ما يجمعنا الكثير، ونحن نؤمن بالعراق وبمستقبل العراق، لقد كنا دائماً سوياً بشراكة رائعة وناجحة، ونتطلع لتطوير وتفعيل هذه الشراكة بين القطاع الخاص في البلديَن، وبالتأكيد الفرص كثيرة ومجدية، لكن لا بد من تنظيم لقاءاتٍ متخصّصة وهادفة بين القطاع الخاصّ في البلدَين لهذه الغاية”، مؤكداً أنَّ هذا الموضوع بات ضرورة ماسة، خصوصاً مع التطورات الإيجابيَّة الحاصلة في المنطقة لا سيما الاتّفاق السعودي – الإيراني والسعوديّ – السوريّ وعودة سوريا الى الجامعة العربية”.

واعتبر شقير “أنّ كل الأوضاع المستجدة تؤسس لمرحلةٍ واعدةٍ في المنطقة، ونحن كقطاعٍ خاصّ في البلدَين، علينا أن نواكبها بالكثير من الجهد والعمل، لنكون مستعدّين للاستفادة من هذه الأجواء، بما ينعكسُ إيجاباً على الوضعَين الاقتصاديّ والاجتماعيّ في لبنان والعراق.

وقال: “لهذه الغاية، وكخطوة أولى، دعونا إلى هذا الاجتماع رؤساءَ نقابات في قطاع النقل والقطاع الزراعي، للبحث في سُبُل تطوير التّعاون الثنائيّ والاستفادة من الإمكانات المتاحة”.

أضاف: “ما هو مُؤكّدٌ، أنّ بلدَيْنا في حاجة إلى الكثير في مختلف القطاعات والمجالات، وهي تشكل فرص استثمارية واعدة لنا سويّاً للنهوض باقتصاد بلدَيْنا وخلق فرص عمل لشبابنا وشاباتنا”.

وتابع شقير: “نحن نعي جيّداً ونقدر عالياً، محبة الأشقاء العراقيين للبنان واللبنانيين، والذي تُرجِم بحضورهم السياحيّ القويّ في لبنان، وكذلك لاعتماد المستشفيات اللبنانيّة، والإقبال على منتجاتنا”، مؤكداً “أنّ كل هذه المواضيع تشكل ركائز أساسية لقوة العلاقات الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية بين لبنان والعراق، والتي سنعملُ بمسؤولية عالية لتطويرها في الفترة المقبلة وفي مختلف المجالات”.

وإذ لفت شقير إلى “أنّ نقل البضائع برّاً بين دول المنطقة يُواجه الكثير من الصّعوبات والتعقيدات، وهذا أمرٌ لا بدَّ من معالجته عبر اتخاذ الإجراءات المطلوبة لهذه الغاية، قال إنّ “مما لا شك فيه، أنَّ زيارتك إلى لبنان كوزيرٍ للنقل لها دلالةٌ خاصّةٌ في هذا التوقيت بالذات، خصوصاً أنّ النقل يمثل شرايين الحياة، ونحن كلّنا تفاؤل بأن تعودَ الحركة للتّدفق في هذه الشرايين على امتداد منطقتنا”.

حميّة

ثم تحدث الوزير حمية، فأشار إلى “أهمية قرار انضمام لبنان إلى نظام الرَّبط عبر الترانزيت الذي يربط العراق بالدول المحيطة كافة لا سيما الخليج”.

وأشار الوزير حمية الى موضوعٍ آخر “يعتبر استراتيجياً بالنسبة للبنان وهو “طريق التنمية” الذي يؤدي الى جعل لبنان وبشكل فعلي صلة وصل بين الشرق والغرب لموقعه المميز الذي لا مثيل له في المنطقة، خصوصاً ان هذا الطريق يربط بين سوريا والعراق وصولا الى تركيا ومنها الى أوروبا”.

ولفت إلى أنّه “تمّت دعوة لبنان للمشاركة في الاجتماع التقنيّ الذي سيُعقَد الأربعاء المقبل في بغداد”.

وفي موضوع اتّفاق الفيول العراقي مقابل الخدمات اللبنانية، اقترح الوزير حميّة فتح باب الاستثمار في لبنان لا سيما في سكة الحديد من مرفأ بيروت إلى مرفأ طرابلس وصولاً الى الحدود السورية التي تصل الى العراق”.

واقترح في هذا الإطار، أن يتمَّ تقديمُ خدمات للأشقاءالعراقيّين بالتدريب على خدمات المطار لا سيّما خدمات المنشآت والمعدات وكذلك تدريب الكادرات البشرية.

وأعلن الوزير حميّة إعفاء الشاحنات العراقية من رسوم الترانزيت ذهاباً وإياباً.

السعداوي

أما الوزير السعداوي، فعبَّر عن سروره الكبير لوجوده في لبنان وعلى حفاوة الاستقبال، وكذلك نتائج الاجتماعات التي عقدها مع المسؤولين اللبنانيين.

كما أشاد الوزير السعداوي باللقاء مع الهيئات الاقتصادية والقطاع الخاص اللبناني، مؤكدا اهتمام العراق بتنمية العلاقات الاقتصادية مع لبنان انطلاقاً من الروابط التاريخية والثقة الكبيرة بالشركات اللبنانيّة التي تعمل في العراق.

وأعلن الوزير السعداوي “أنّ باب الاستثمار في العراق مفتوحٌ على مصراعيه أمام الشركات اللبنانية”، داعياً إلى “المزيد من التواصل والتعاون بين القطاع الخاصّ في البلدين”، كما وأبدى استعداده “لتلقّي ملاحظات الشّراكات اللبنانيّة في ما يخصّ التصدير والعراقيل التي تواجهها للعمل على معالجتها”.

حوار

بعد ذلك، دار حوارٌ مطول بين الوزير السعداوي والحضور، حيثُ أبدى عددٌ كبيرٌ من رؤساء النقابات ملاحظاتهم حول الكثير من القضايا المتعلّقة بالتّصدير ونقل البضائع بين لبنان والعراق.

وقد تم الاتفاق على أن تقوم الهيئات الاقتصادية على إعداد ورقة بالمطالب والملاحظات وتسليمها للوزير حميّة للعمل على متابعتها مع الوزير السّعداوي.

درع

بعد انتهاء الاجتماع، قدم شقير درع الهيئات الاقتصادية للوزير السعداوي، الذي قام بتدوين كلمات معبرة في سجل الذهبي للهيئات.

مصدرالوكالة الوطنية للإعلام
المادة السابقةجمعيّة الصناعيّين: لإعادة النّظر بقرار تعديل تعرفة الكهرباء
المقالة القادمةلقاء بين “الصناعيين” و”RDCL” يؤكد ترسيخ التعاون المشترك