أعلنت الهيئات الاقتصادية اللبنانية “أن المشاكل والازمات باتت تكبر ككرة الثلج”، وعبّرت “عن خوفها وقلقها الشديدين للتراجعات الكبيرة في مستوى أعمال كل القطاعات من دون استثناء والذي يهدد بالمزيد من اقفال المؤسسات وفقدان الكثير من اللبنانيين لوظائفهم”.
عقدت الهيئات اجتماعاً أمس، وبحثت في التطوارت التي تشهدها البلاد وانعكاساتها السلبية على الأوضاع الاقتصادية والمالية والاجتماعية والمعيشية، والاجراءات المطلوبة للجم التدهور واستعادة زمام المبادرة وتحريك العجلة الاقتصادية. وبعد جولة مناقشات مطولة، أصدرت بياناً باسم المجتمعين عبّرت فيه عن “الأسف الشديد للتطورات الدراماتيكية الحاصلة في البلاد لا سيما التدهور المستمر لمختلف النشاطات الاقتصادية والأعمال ولقدرات وإمكانات مختلف مكوّنات المجتمع اللبناني.
وأكدت أن “ما يحصل اليوم في البلد من مراوحة في تشكيل الحكومة مرفوض بكل المقاييس والمعايير، لأن لبنان في وضع صعب للغاية ولا وقت للترف والتلهّي وتحسين الشروط والمكاسب، فيما الواجب يفرض ان يكون هدف الجميع الوحيد اليوم هو إنقاذ لبنان من شر مستطير”، مشددة على ان “المدخل الحقيقي للبدء بالمعالجات هو تشكيل حكومة تستجيب لتطلّعات اللبنانيين وتكون قادرة على العمل والانتاج وتحوز على ثقة الشعب والمجتمع الدولي”.
واعتبرت أن “تشكيل هذه الحكومة كان يجب ان يتمّ بعد أيام من استقالة الرئيس الحريري، وحذرت من ان “استهلاك المزيد من الوقت لن ينتج عنه سوى المزيد من التدهور والخسائر وإضاعة الفرص والكثير من المعاناة والألم”، داعية القوى السياسية المعنية الى “إنجاز تأليف الحكومة اليوم قبل الغد، إفساحاً بالمجال للبدء بالعلاج المطلوب”.
وأشارت الى أنه “على رغم الأوضاع الصعبة التي وصلنا اليها فإن لبنان لا تزال لديه عوامل قوة لعلّ أبرزها القطاع الخاص والمصارف اللبنانية التي يجب حمايتها والحفاظ عليها، لانها تشكل المرتكز الاساسي للنهوض”.
كما لفتت الى أنه “من ضمن الجهود التي تقوم بها للحفاظ على الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية، فهي تعمل على تطوير ورقة متكاملة تتضمن أبرز متطلبات الصمود والنهوض الاقتصادي والاجتماعي”. ودعت القوى السياسية الى “تحمّل مسؤولياتها والقيام بواجباتها الوطنية لحماية لبنان وشعبه وإعادة البلد الى طريق التعافي والنهوض”، معلنة عن “ترك اجتماعاتها مفتوحة لمواكبة التطورات ولاتخاذ المواقف المناسبة منها”.